10 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يمكن إيجازُ أهم ما لا يَـسَـعُ الإعلاميَّ، والمثقَّفَ العربيَّ بوجهٍ عامٍّ، تجاهلُه فيما يخصُّ العربية.. في هذه المسائل الرئيسية:- مبادئ القواعد اللغوية العملية.- مهارات الكتابة، ويتصل بها معرفة أهم الأخطاء الكتابية.- مهارات القراءة (الصوتية)، ويتصل بها معرفة أهم الأخطاء الأدائية.وفي ثنايا كتاب "اللغةُ العالية"، لعارف حِجَّاوي (منشورات «شبكة الجزيرة"، 2014م)، خلاصاتٌ وافيةٌ (رُغم تكثيفها.. بما يناسب "معجَمًا") لتلك المسائل.. وأكثر!وإذْ أراد حِجَّاوي لـ"مُعجمه" أن يكون "رفيق الإعلاميين"، وإذْ نرى نحن أنه يَـجْدُر أن يكون رفيقَ كلِّ محبٍّ للعربية (وبعبارة أوسع: كلِّ مثقَّف يحترم عربيتَه، ويريد رعايتَها وتأثيلَها).. فقد اخترنا صحبتَه في أولى دورات "مجلس القراءة التحليلية" بالدوحة، والتي بدأناها هذا الأسبوع.وهذا المقال الموجَـز، جدًّا، جوابٌ لكل من سألني: لماذا "اللغةُ العالية"؟ولأني أحببتُ قلمَ حِجَّاوي.. فإنني أذكر خلاصته في هذا، وهي مركَّبةَ من كلامه العالي:"هذا كتابٌ يرصد مواضع اللبس والوهم في اللغة (هو دليلٌ إلى الصواب، دون أن يكون حُجةً في تخطئة الناس). لكنه خرج بعضَ خروج.. فساق زُبدةَ النحو. وخرج خروجًا آخر.. فجاء بالمعنى البعيد، تاركًا المعنى المألوف. وخرج خروجًا ثالثًا.. فكان صيحةَ اعتزازٍ بالعربية: تَشُدُّ عزيمةَ من استمسك بها، وتُهيب بمن هان عليه تراثُه: أنْ انظرْ إلى ما في لغتنا من ثراء!".هذا ليس مجرد معجم مما يَـخاله الناس كتبًا جامدةً.. بلا حياةٍ مَـوَّراة، مُتنغِّشةٍ بالطريف الماتع!ومن أهم أسباب إمتاع "اللغةُ العالية"، رُغم أنه في النهاية "مُعجَم"، ما تناثر فيه من عبثٍ حُلوٍ نافع! عبثٍ ساخرٍ يذكِّر بسادة السخرية الفَكِهة في البيان العربي، من أمثال الجاحظ قديمًا وعبدالعزيز البِشْري حديثًا! أما سيد عابِثي العربية (غير منازَعٍ عندي)، أحمد فارس الشدياق؛ فهو نسيجُ وَحدِه! والعبث، يا حماكَ الله، أَوْغَلُ من مجرد السخرية والفُكاهة.وكان عبثُ حِجَّاوي سيكون أكثر بكثير.. لولا أنه انصاع لنصح مستشاريه!وليتهم ما نصحوا بهذا.. فحرمونا مزيدًا من "اللهو الجادّ"!وليته ما استجاب لهم.. فكبت "طفولةَ قلمه"، المحبَّبةَ، عن عبثٍ لا حرجَ فيه مطلقًا، ولا شَكاةَ منه البتةَ!