16 نوفمبر 2025
تسجيلفازَ الجيشُ ولخويا، وفاز السيليةُ كذلك، أما السدُّ فلم تقفْ خسارتُـهُ عندَ نتيجةِ الـمباراةِ ولكنها تَـخَـطَّـتْها إلى خسارةٍ أفدحَ تتمثَّلُ بالتهاونِ وعدمِ الاهتمامِ بالبطولة.عندما نتحدثُ عن كأسِ قطرَ، فإنَّنا نؤمنُ بأنها بطولةُ وطنٍ بأكملِـهِ، وليست مجرد مبارياتٍ لا يهمُّ فيها إلا التواجدُ كما فعلَ السدُّ، فتشكيلةُ الفريقِ وتصريحاتُ الـمدربِ تدلانِ على أنَّ الإدارة لم تُبالِ بها، ولم تَـعْـنِـها جماهيرُ الزعيمِ التي كانت قلوبُ أبنائِـهِا تهفو لرؤيةِ لَـمَـعانِ مخالبَ الذئبِ السداويِّ، لكن الإدارةَ والـمدربَ رَضِـيا له أنْ تُثْـخِـنَ جراحُ الخسارةِ جسدَهُ فتنزفَ قلوبُهُم أسى وألماً. وتتمثلُ الـمأساةُ في التبريراتِ التي سِيقَـتْ لتبريرِ ذلك، حين أخذَ البعضُ يدافعُ بحجةِ الحرصِ على مواجهةِ الأهلي الإماراتيِّ في البطولةِ الآسيويةِ، ويكفينا رداً على هؤلاء أنَّ الأهلي لعبَ مباراة أمسِ الأول بفريقِـه الأولِ وتشكيلتِـهِ الأساسيةِ.مبارياتُ الكؤوسِ ليستْ بين فِـرَقٍ ولاعبينَ وإنَّما بين مُـدَرِّبينَ، ولذلك نقول: فاز معلول وخسرَ عموتة، فتأهَّلَ الجيشُ للنهائي، وجلس الذئبُ السداويُّ يُداوي جراحَـهُ التي كَـثُـرتْ، وصارَ علاجُـها يَتَـطَـلَّـبُ حلاً جِـذْرياً يَضَـعُ مُـتَّخِـذُوهُ مصلحةَ النادي فوقَ كلِّ الاعتباراتِ، ويتضمنُ استبدالَ عموتة بمدربٍ عالميٍّ جديرٍ بقيادةِ فريقِ نادٍ عريقٍ ذي مكانةٍ رفيعةٍ، جماهيرياً وتاريخياً وحاضراً ومستقبلاً. هذا النادي الذي نؤكدُ أنَّ حديثَـنا عنه ينطلقُ من حرصِنا على الـمصالحِ العليا لكرتِـنا القطريةِ.ونأتي إلى مجريات المباراة، لنلاحظَ أننا طوالَ تسعينَ دقيقةً، شَـهِـدْنا براعةَ مدربِ الجيشِ في التَّقدُّمِ في البدايةِ ثم إغلاقَ المناطق الخلفيةِ، ومحاولةُ القيامِ بهجماتٍ مُرتدةٍ، في حين كان مدربُ السدِّ يُكرِّرُ أخطاءهُ في اللعبِ الـمفتوحِ، وبخاصةٍ في الشوطِ الثاني. فمع أنَّ الهجومَ الـمتواصلَ والروحَ القتاليةَ مطلوبانِ ومُحَـبَّـذانِ إلا أنَّ ذلك تَـرَكَ ثغراتٍ عدةً استطاعَ لاعبو الجيش استغلالَها في صُنْـعِ هجماتٍ مرتدةٍ لم يُوفَّـقوا فيها بإحراز أهدافٍ، وهذا يدلُّ على قصورٍ في الرؤيةِ الفنيةِ لدى عموتة.أما السيلية ولخويا، فمباراتُهُما لها ألَـقٌ ووَهَـجٌ، لأنَّ كليهما فازا بها، فلخويا فازَ بنتيجتِـها، وفاز السيليةُ بالروحِ القتاليةِ والعزيمةِ والإرادةِ والجملِ التكتيكيةِ والضغطِ الـمتواصلِ حتى حققَ التعادلَ في دقائقِـها الأربعِ الأخيرةِ، ثم واجَـهَ الحظَّ العاثرَ في ضرباتِ الترجيحِ التي نعلمُ أنها ليست مقياساً للمستوى الفنيِّ لأيِّ فريقٍ.نتمنى على مدربيِّ لخويا والجيشِ إعدادُ فريقيهما للَعِـبِ مباراةٍ كبيرةٍ، أداءً ومستوًى فنياً، فالكأسُ غاليةٌ لأنها مَوسومةٌ باسمِ قطرَ الحبيبةِ، والفائزَ بها سَـيُخَـلَّدُ في سِجلَّاتِ البطولةِ.كلمةٌ أخيرةٌ:تحملُ بعضُ الخساراتِ في طَـيَّاتِـها ملامحَ الفوزِ، كما هو حالُ السيليةِ الذي أكَّـدَ للجميعِ أنه سيقولُ كلمتَـهُ ويضعُ بصمتَـهُ في البطولاتِ القادمةِ، وسيشاركُ بفاعليةٍ في خَـطِّ مَسارِ التَّقَـدُّمِ والتطوُّرِ لكرتِـنا القطريةِ، إن شاء الله.