17 نوفمبر 2025
تسجيلالجميع قرأ عن مواقف "أمية بن خلف" فهو من سادات قريش الطغاة المستبدين المتسلطين، الذي حارب دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في بدايتها ووقف في وجه كل من يريد أن يسلك طريق الحق والهدى. ذلك الصلف المغرور الباغي المعتدي، الذي كان يباهي بجاهه وعزّه وقوته وسطوته وماله وقسوته، فهو العدو اللدود للدعوة وناصبها أشد العداء وأقساه وأعنته وأفظعه وأشنعه، فهذا "أمية بن خلف".ولكن كم من "أمية" يعيش في عالمنا الواسع وفي هذه الأمة من بني جلدتنا!. ونحن عندما نتحدث عن "أمية بن خلف" في الصدر الأول من الدعوة، نتذكر أن "أمية" ما زال موجوداً على هذه الأرض يعيش في عالمنا بأسماء مختلفة، ولكن هذه الأسماء تسلك طريق "أمية" القديم وتستعبد شعوباً وأمماً، وتتفنن في انتهاك الحرمات وتسلب منها الحرية والعيش الكريم الذي ارتضاه رب العباد لها كافة..- فكم من "أمية" وقف في وجه الدعاة والعلماء والمصلحين ومن يريد الخير لهذه الأمة.- وكم من "أمية" ساعد ودعا إلى الخذلان وتأليب الأعداء على الأمة.- وكم من "أمية" رأى رأي العين أن شعباً يقتل ويشرّد ويسرق وتضيع حقوقه ويعتدى عليه ثم يقول انه يقف موقف التوازن ويقيم علاقات مع هذا وذاك على حساب ثوابت الأمة ومبادئ الإنسانية.- وكم من "أمية" في عالمنا عذّب شعباً وعرّضه لأقسى ألوان العذاب، وجرّده من كرامته وإنسانيته وأفقده حريته التي منحها الله تعالى إياه.- وكم من "أمية" وقف في وجه عاصفة الحزم وأراد لها شراً وتمنى لها الانكسار.- وكم من "أمية" نكث الوعد وأخلف العهد وخان جيرانه الذين وقفوا معه وطعنهم في وضح النهار.- وكم من "أمية" عنده من الأزلام والبطانة السيئة التي لا همًّ لها إلاّ إيذاء الخلق صباح مساء، القريب منه والبعيد.- وكم من "أمية" حارب المعتقد السليم والمنهج الصحيح وأهل الاعتدال وقرّب أصحاب البدع والأهواء والشركيات عنده.- وكم من "أمية" في عالمنا تثور ثارته إذا رأى الحق أخذ طريقه بين الناس بالتي هي أحسن في بعض البلاد وكثر أتباعه ومحبوه، فيشتد غيظاً وغضباً ويعزم العزم على محاربته بشتى الطرق والوسائل.- وكم.. وكم من "أمية"...!وأخيراً... كل هؤلاء وغيرهم سيرحلون كما رحل "أمية" و"أبو جهل" و"أبو لهب وزوجته " و" عقبة بن أبي معيط" من قادة الاستبداد والتسلط القديم، فهل من معتبر ومتعظ ويقظ؟. نرجو ذلك ونتمنى الهداية للجميع.ومضة فلنتدبر ولنتأمل قوله تعالى (اسْتِكْبَارًا فِي الأرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيْقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إلا بَأَهْلِه فَهَلْ يَنْظُرُونَ إلاّ سُنَّة الأوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّة اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّة اللَّهِ تَحْوِيلاً).