11 نوفمبر 2025
تسجيللازلت أذكر أسماء بعض مذيعي ذلك التلفزيون "تلفزيون أرامكو" وهما عيسى الجودر من البحرين وعثمان الورثان من السعودية. أيضا كان نجمنا في تلك الأيام فريد شوقي وأحمد رمزي ومن ثم رشدي أباظة. وكان أحدنا يخبر الآخرإذا ما استعلم عن موعد لعرض فيلم لفريد شوقي، ليقوم بإصلاح الأريل "الهوائي" وتوجيهه الوجهة السليمة ليتمتع بمشاهدة مثيرة وممتعة تمتص انفعالاته الداخلية ليستلقي في فراشه ساكنا مستسلما للحظات من النوم الهانئ. ولم يكن يمر وقت طويل حتى نظفر بعزيمة أو يقيم الوالد عزيمة؛ كان ذلك سلوكا حميدا، فهناك العائد من السفر وهناك الحاج الراجع من البيت الحرام، وهناك الوافد الجديد، وهناك من رزق للتو بولد وهكذا. في تلك الأثناء شرعت الدولة بإرسال بعثات للخارج وإلى أمريكا بالذات ومصر وبيروت وبعض الدول العربية الأخرى وبريطانيا التي كان نظامها في ذلك الوقت صعبا، فتحول معظم طلبتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولايحق للطالب الرجوع في إجازة إلا بعد عامين من الدراسة، مما شكل صدمو كبيرة فلم يقوَ على ذلك سوى القليل، فعاد الكثيرون أو انتقلوا إلى جامعات عربية قريبة، ثم كانت صدمة أخرى تمثلت في استيعاب البعض للحياة وسهولتها على حساب الدراسة فاستمروا طويلا ولم يكملوا، إلا أن هناك من أبلى بلاء حسنا. كان المجتمع حريصا على تجانسه إلى حد كبير وعلى زيه، حتى أنني أذكر مرة أن الشيبان يحتقرون من لا يلبس غترة وعقال من كبار السن أو من يلبس الغترة على شكل "الترينمبه" خاصة أن بعض الشباب كانوا يقلدون بعض المطربين الكويتيين بعد إعجابهم بأغانيهم الشعبية الخيفة مثل "هيله يارمانة" وغيرها، حيث وجود تلفزيون الكويت لوحده في المنطقة في ذلك الوقت أعطاه ميزة الأسبقية في نشر ثقافة المنطقة بخصوصية المجتمع الكويتي بالطبع مع تلفزيون الظهران التابع لشركة أرامكو الأمريكية، كما كان يظهر تماسك المجتمع بشكل خاص في احتفالاته وفي العرضات الجماعية في المناطق، وأشهر عرضة أهل قطر في الريان أمام قصر الحاكم في حينه الشيخ أحمد بن علي آل ثاني رحمه الله. [email protected]