16 نوفمبر 2025

تسجيل

مع المسؤولية

21 يناير 2016

من يظن أن المسؤولية كراسي دوارة ومناصب ذات أضواء إعلامية ومكاتب واسعة وأنيقة وفخمة و — كشخه ورزّه — وشهره وشكليات وأمر ونهي وسفرات وحضور مؤتمرات وعضوية في لجان هنا وهناك — أو أن المسؤولية جوائز وشهادات فخرية تقديرية تُعطى وتُمنح له أو لمؤسسة ما، أو أنها مجموعة من الامتيازات يحصل عليها، فإنه ما عرف المسؤولية إلاّ في قشورها الظاهرة وملمسها الناعم.المسؤولية قيمة تفاعلية تشاركية لها مكانتها بين أفراد المجتمع، وبين العاملين في المؤسسة، فالمسؤولية استشعار وحس عالٍ يقظ من الانتماء الحقيقي للوطن، فهي بناء وعطاء وخطوات تليها خطوات جادة، وتقدير وتشجيع لمن حولك بدون مبالغة أو بذخ.والمسؤولية شراكة مجتمعية وأدوار فاعلة في المجتمع، واستثمار حقيقي للإنسان وللثروات ليست لجيل واحد فقط وإنما للأجيال التي تأتي من بعده بإذن الله، والمسؤولية أفعال إيجابية تُثري وتُحيي حركة المؤسسة والمجتمع والأمة. والمسؤولية إحياء المبادرات وتبنيها سواءً كانت فردية أو جماعية. والمسؤولية قيم وأخلاق وميثاق، والمسؤولية أن تكون جزءاً من الحدث في أن نشارك من حولنا ما يصيبهم من أذى وألم وجراح لا أن نقيم حفلات غنائية لا تبني فرداً ولا تنهض بمجتمع ولا تؤسس لحياة كريمة. والمسؤولية أن يراك الله سبحانه وتعالى لا أن يراك الناس ويقولوا ويتحدثوا عنك.والمسؤولية أن تسمع حق السمع فيما يريده الناس من خير للوطن والمجتمع والأمة، والمسؤولية في أنك إذا لم تقم بحقها الواجب وما كُلفت به عليك أن تخرج وتستقيل منها. وأخيراً فلولا المسؤولية الجادة والفاعلة ما نهض الشعب الياباني بعد ما حصل له وكذلك الشعب الألماني. هذه هي المسؤولية هكذا تُفهم." ومضة "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة فقال: هذا لكم وهذا أهدي إلي، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "ما بال العامل نبعثه فيجيء فيقول: هذا لكم وهذا أهدي إلي، ألا جلس في بيت أبيه فينظر أيهدى إليه أم لا" فتأمل يا صاحب المسؤولية....