18 نوفمبر 2025
تسجيلتكشف لنا الحرب الدنيئة على غزة الصامدة من قبل الكيان المحتل الخطة الصهيونية التي وضعتها قوى الهيمنة الكبرى العالمية لطمس ومحاربة الدول العربية والإسلامية ومبادئها السمحة للقضاء على الإسلام. وتعدُ عملية "طوفان الاقصى" مبرراً آخر لتحقيق ما تم التخطيط له ضد هذه الأمة، إلا أن نجاح المجاهدين الأبطال في غزة وفلسطين والمقاومين في بعض الدول بجانب المسيرات والتظاهرات العالمية أصبحت حجر عثرة أمام هذه الهجمة العالمية في الوقت الحاضر لتحقيق مآربهم السرية. مؤخراً كشف مصدر استخباراتي سرّي لروسيا عن خطة وضعها "الموساد" بالتعاون مع المخابرات الأمريكية والبريطانية تستهدف القضاء على الإسلام وطمس الهوية العربية والاسلامية من خلال دفع دولة الاحتلال بالبدء في تنفيذ تلك الخطة بمساعدة بعض المسؤولين الخونة في الدول العربية. هذا الأمر لم يكن غريبا على الشعوب عندما بدأت أمريكا قبل سنوات مضت بمطالبة الحكومات العربية والاسلامية بتغيير المناهج التعليمية. فهذا كان جزءاً من الخطة المرسومة لتنفيذها لمحاربة الإسلام الأصولي واستبداله بالإسلام العلماني من خلال فرض الدين الإبراهيمي والعمل على التطبيع مع دولة الاحتلال بمختلف صوره. وفي خضم هذه الخطة – كما تم الكشف عنها- هو إحراق جميع كتب التراث الإسلامي، واعتماد كتب جديدة بما يتوافق مع الخطة الدنيئة التي تتبنى العلمانية والدين الإبراهيمي، مع العمل على إلغاء جميع المواد الإسلامية، ومنع تدريس القرآن واللغة العربية في المدارس والجامعات الاسلامية والمعاهد، ومنع الآذان عبر مكبرات الصوت، بالاضافة إلى تقليص عدد المساجد بهدمها وإغلاقها. وهذا ما نراه يتحقق اليوم من قصف وحشي إسرائيلي للمساجد في مدينة غزة الصامدة وتسويتها والمصلين ودور السكن بالأرض. كما تهدف الخطة لمنع إقامة الحلقات والدروس والمحاضرات في الجامعات والمساجد لاحقاً، مع فرض دعاة جُدد يتبنون المواعظ بصيغ جديدة، والعمل على إجبار الدول الاسلامية بتعليم اللغتين العبرية والإنجليزية للقضاء على اللغة العربية. الخطة كبيرة وتحارب كل ما هو ديني وثقافي وتراثي للأمة الإسلامية بحيث يتم من خلالها ملاحقة المشايخ ودعاة الإسلام واغتيالهم وتصفيتهم واعتقالهم ووضعهم تحت الإقامة الجبرية ومنعهم من الكلام بأي أمر يتعلق بالاسلام، وملاحقة كل من يعترض على ذلك باسم مكافحة الإرهاب والعنف والتطرف. كما تهدف الخطة إلى إلغاء جميع المظاهر الإسلامية في الوطن العربي، تلك التي تتعلق بالتقويم والأعياد والإجازات والعطلات الرسمية، بهدف طمس الهوية العربية الإسلامية، مع فرض القوانين العلمانية، ومنع الحجاب عن المرأة المسلمة في الدول الاسلامية مثلما يحدث اليوم في معظم الدول الاوروبية، مع نشر الإباحية والإلحاد من خلال وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي الهابطة، ودعم حركات المثليين جنسياً لتفكيك المجتمعات والأسر، مع نشر الفساد والإلحاد مهما أمكن ذلك. كما تهدف هذه الخطة الصهيونية وبالتعاون مع المخابرات الامريكية والبريطانية والغرب عموماً إلى هدم الآلاف من المساجد في الدول العربية والاسلامية، وبناء مدن سكنية حديثة و100 ألف كنيسة ومعبد عليها، بحيث تنتشر في المطارات والشركات والجامعات والأماكن العامة. وهذا ما نراه اليوم في بعض المطارات الخليجية للأسف الشديد، بجانب إقامة الحانات والمراقص والنوادي الليلية وشواطئ العراة. وكل هذا يُعمل لتحقيقه من أجل سكن 100 مليون شخص من جنسيات وديانات مختلفة بهدف تغيير التركيبة السكانية لدول مجلس التعاون والجزيرة العربية، حيث توضح الخطة أنه قد تم استقدام 15 مليون عامل غير عربي ومسلم إلى الدول الخليجية ليشكلوا اليوم أكثر من 70% من إجمالي السكان، فيما تم التخطيط لاستقدام وإدخال 100 مليون عامل أجنبي إلى شبه الجزيرة والدول العربية من مختلف الجنسيات والأديان خلال السنوات المقبلة، مع العمل على جلب 5 ملايين يهودي إلى شبه الجزيرة العربية وتوطينهم ومنحهم الجنسيات والإقامة الدائمة وامتيازات خاصة. وكل هذا سيحدث-وفق الخطة الموضوعة- من أجل السيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية في المنطقة لاحقاً إن لم يكن قد تم السيطرة عليها. ولم تكتف الخطة بهذا السيناريو القاتم، بل هدفها أيضا أن تحدث انقلابات عسكرية بعد عشر سنوات على الأسر الحاكمة في المنطقة من أجل تغيير التركيبة الديموغرافية بنسبة 80 % لصالح غير العرب والمسلمين وجعل نسبة المسلمين فيها أقل من 20% وذلك من أجل تحقيق حلم الدولة الصهيوينة "إسرائيل الكبرى" من الخليج إلى المحيط في ظرف 30 عاماً، وتحديداً عام 2048م أي في الذكرى المئوية لتأسيس دولة الاحتلال، والتحكم في الممرات المائية والبحرية للدول العربية والاسلامية من خلال بناء 100 قاعدة عسكرية من أجل السيطرة على الثروات الطبيعية والمالية لدول المنطقة. إن قيام أهل غزة الصامدة وفلسطين والمقاومين العرب اليوم في مواجهة هذا المخطط الصهيوني الجهمني، والفشل الذريع التي تُمنى بها دولة الاحتلال في حربها الضروس ضد أهل غزة كل يوم لهو أول حلقة في هذا المخطط السري، الأمر الذي يتطلب ضرورة توعية أجيال العرب والمسلمين بما يحاك ضدهم من خطط خبيثة للقضاء على ما تبقى من قضاياهم بمساعدة أمريكا والدول الاوروبية والمنظمات الدولية التي تم انشاؤها في الأساس لتكون دعما وعونا لتحقيق المخططات الصهيونية الهدامة. [email protected]