05 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); دون تردد وقبل معرفة أي تفصيل آخر، لايسع المرء إلا الترحيب بإعلان المملكة العربية السعودية عن قيام تحالف إسلامي لمحاربة "الإرهاب". فأياً كانت نتائج هذا الإعلان، لايمكن إلا أن يصب في إطار التعاون والتكامل وتعزيز العلاقات بين الدول الإسلامية، وهو أمر كان يجب أن يحصل قبل فترة طويلة في ظل الافتراس المنهجي الذي تتعرض له المنطقة، لكن وكما نقول دائماً لتبرير أخطائنا، أن تأتي متأخراً خير من أن لاتأتي أبداً. الترحيب بالإعلان عن التحالف الإسلامي الوليد لايمنع طرح أسئلة حول هذا الحدث الهام الذي يمكن أن يشكل محطة مفصلية في رسم صورة المنطقة. فماهو تعريف الإرهاب الذي سيقوم التحالف بمحاربته، وهل تتفق جميع الدول المشاركة تحت رايته حول ماهيته. هل هذا التحالف سيكون في مواجهة الأطراف التي سوّق الغرب وبعض دول المنطقة على وصفها بالإرهابية -والتي شاءت الصدف- أنها تنظيمات إسلامية سنية، أم أن المواجهة ستكون بمواجهة كل وجوه الإرهاب أياً كان وأينما كان؟. هل الغاية من تشكيل التحالف الإسلامي هو القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية فقط، أم أنه سيواجه مجموعات لاتقل إرهاباً ودموية وإجراماً من تنظيم الدولة الإسلامية. هل سيملك التحالف أدوات مواجهة الإرهاب الذي تمارسه ميليشيات الحشد الشعبي بحق الشعب العراقي، وهل سيتحلى بالشجاعة للوقوف في مواجهة الإرهاب الروسي بحق الشعب السوري، وهل سيكون التحالف مستعداً لمواجهة الإرهاب الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني؟!.الأمر الذي على التحالف الإسلامي أن يتنبّه إليه مبكراً، هو أن معركته في مواجهة "الإرهاب" ستكون خاسرة حتماً إذا انحصرت بالمواجهة العسكرية والأمنية، ولم تعالج دوافعه الحقيقية ؛ إذ تشكل الأنظمة القمعية أبرز أسبابه وتغذيه وتستفيد منه. فإذا استمر الظلم والقهر والقتل والاعتقال والتضييق ستستمر المجموعات الإرهابية بالتوالد والانتشار، لأنها ستجد بيئة خصبة للنمو والتكاثر، وستطول شرائح طالما كانت مسالمة، لكن الظلم الذي تعرضت له لم يترك لها منفذاً إلا الالتحاق بجماعات إرهابية، ليس قناعة بنهجها، بل للانتقام ممن قتل أباها ويتّم أبناءها واعتقل أخاها وهجّرها فتركت وراءها البيت والأرض والقرية والذكريات. أما إذا تجاهل التحالف الإسلامي معالجة أسباب الإرهاب وانشغل بالمواجهة العسكرية والأمنية فقط، يكون -ربما- قد وقع في الفخ الذي نُصب له، وغرق في حرب استنزاف طويلة الرابح فيها خاسر، لأن المجموعات الإرهابية ستتحوّل إلى كائن وحشي، كلما أصبْتَ عضواً من أعضائه نبتت مكانه أعضاء أكبر وأكثر قوة وبطشاً، وستكون المواجهة أكثر صعوبة ودموية، يجري كل ذلك في الوقت الذي يصفق فيه الغرب وبعض دول المنطقة للقاتل ويهلل للقتيل.