08 نوفمبر 2025

تسجيل

قطر واليوم الوطني

20 ديسمبر 2012

اليوم وقد انتهت مراسيم الاحتفالات باليوم الوطني وعاد كل منا إلى عمله وراح الكل يتحدث عن تسابق المواطنين لتزيين منازلهم بالعلم القطري "الأدعم" وازدانت البراحات والأماكن الفسيحة بخيام أهل قطر التي ازدانت بالأعلام القطرية والأضواء الساطعة وصور سمو أمير البلاد وولي عهده حفظهما الله من كل مكروه وراح الشعراء يتسابقون في إلقاء القصيد تمجيدا وتعظيما لهذا اليوم العظيم وقائد النهضة وراح البعض يدق الطبول ويرددون الأهازيج فرحة بهذا اليوم. هذا اليوم الوطني لم يكن مسبوقا من الناحية الفكرية والسياسية والتاريخية، كانت الأعياد الماضية احتفالات ترفيهية، غناء وطرب وعرضات وقصيد، أما هذا العام فقد اختلف اليوم الوطني فلم يكتف بالاحتفالات الترفيهية والعروض العسكرية بل دخل التاريخ كعامل مهم في هذه المناسبة وراح الكل يتساءل أين كنا من هذا التاريخ العريق. من كان يعلم منا غير المتخصصين في تاريخ الدول أن الكنعانيين كانوا هنا وخرج بعضهم متجهين نحو بلاد الرافدين ثم إلى سواحل البحر المتوسط فلسطين، ليبنوا حضارة عريقة على سواحل البحر المتوسط، كانت أولى خطوات بناة الحضارة الفينيقية من قطر. قرأنا في اليوم الوطني أن الكنعانيين في قطر كانوا يتاجرون بالأصباغ وكان اللون الأحمر الأرجواني الذي كان عليه القوم في مجتمع ذلك التاريخ والملوك وأمراء ذلك الزمان يستخدمون اللون الأحمر في احتفالاتهم ويزينون به مساكنهم. من كان منا يعلم أصل العلم القطري وتاريخ نشأته؟ ولماذا كان هذا اللون "الأدعم". العلم أو البنديرا أو البيرق القطري اليوم هو بيرق المؤسس لدولة قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني ويعود اختيار لون العلم في الأساس إلى جزيرة بن غانم التي كانت مصدر الصبغ الأحمر الأرجواني كما يقول المؤرخون وهذه الجزيرة ليست بعيدة عن الخور. مر على العلم القطري تعديلات في اللون وبقي المضمون وكان من التعديلات المهمة أن قبل البريطانيون باللون الأحمر رغم اعتراضهم إلا أنهم اشترطوا أن تكون قاعدته ذات رؤوس تسع وتعبر تلك الرؤوس عن عدد الإمارات الموقعة على اتفاقية الساحل المتصالح مع بريطانيا. والحق أن القائد المؤسس في تلك الحقبة العصيبة من التاريخ استطاع أن يجعل لقطر مكانة بين الأمم فقد رفع علم الوحدة الإسلامية (الدولة العثمانية) إيمانا منه بأهمية الوحدة التي تقوي أطرافها ولا تضعفهم، وعندما وهنت الدولة العثمانية اختار راية دولته رغم كل الصعاب. اليوم الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى يؤسس لدولة عصرية تقف بين الأمم على قدم المساواة رغم ضيق مجالها الجغرافي وقلة عدد سكانها وها نحن نسير نحو الأمام لتأسيس مؤسسات الدولة العصرية ونمد يدنا لنصرة كل مضيوم كما قال الشيخ جاسم المؤسس الأول للدولة القطرية رحمه الله. آخر القول: لقد كان اليوم الوطني هذا العام يوم درس في التاريخ القطري، أتمنى أن يضاف إلى مقررات التاريخ في التعليم العام. أتمنى من كل إنسان قطري يحب هذا الوطن أن يعطي من جهده وفكره والإخلاص في العمل كل في مجال تخصصه. حفظ الله قطر وحفظ أميرها وولي عهده وآل بيته من كل مكروه وعاشت قطر رافعة الأدعم في كل فضاء تحميه سواعد الرجال والحراير معا.