13 نوفمبر 2025

تسجيل

يا قوم "يومئذٍ تحَدث أخْبَارَهَا" (2)

20 نوفمبر 2017

من روائع وجماليات هذه الآية الكريمة، جدير من الجميع الكبير والصغير، الرجل والمرأة، الحاكم والمحكوم، الغني والفقير، وصاحب المركز والقوة والمال والعلم والقضاء والشهادات العلمية، الوقوف عندها بتدبر وتأمل لتحدث في النفس وحركة الحياة أثراً لأنه (( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا )). فهل من منتبه؟ إنها دعوة قرآنية ربانية مفتوحة للعمل واستثمار كل مساحة في الأرض بالخير، وفعل كل ما يرضي الله سبحانه وتعالى، فهل نستوعب هذه المعاني وتأملات هذه الآية بل سورة الزلزلة بكامل آياتها العظام؟، " وما أحوجنا لشهادة مساحات الأرض يوم العرض عليه، فلنستكثر من الشهود بين يدي الله تعالى ". (( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا )) عن بنائك للأخلاق والقيم في حياة الناس، وعن سعيك لاسقاط الأخلاق والقيم عن المجتمعات وتمييعها بين الناس. (( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا )) عمن أقام فكرة وبادر بمشروع ونشر رسالة يخدم مجتمعه وأمته والإنسانية. (( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا )) "عن الكلمة الطيبة والرسالة الإيجابية ومواقف التفاؤل" ومواطن الوقوف مع الحق وأهله. (( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا )) عن اسعادك للآخرين واصلاحك بين المتخاصمين، والخطوات التي مشيتها لتعين أصحاب الحاجة والمعوزين. (( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا )) عن قلمك وكتاباتك عبر وسائل الإعلام، ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي، تعلن فيه فكرة.. تساهم بمشروع.. تبني قيماً وأخلاقاً.. تقيم حقاً.. تنصر مظلوماً.. تعزّز رأي حقٍ.. تغلق باباً للشر والمنكر.. تُعلي شأن دينك. كتب أحدهم عن هذه الآية الكريمة، فذكر " لو أدرك عاقل ما ينتظره بين يدي الله تعالى يوم القيامة، وحديث الأرض بما عليها ذلك اليوم لتوقف عن كثير من العبث الذي يجري على ساحاتها. كم من مشاهد حسرة ستزفها الأرض بين يدي أصحابها يوم الحاجات ". نعم لتوقف هذا العبث والفجور بكل انواعه الذي تجريه على ساحات هذه الأرض تحت أي مسمى وأي شعار. فمتى يتوقف عبثك، وغرورك، وطيشك، وعنادك، وكيدك، وفجورك في الخصومة، وتخريبك، وتمزيقك لصف الأمة...؟ نسأل الله السلامة. "ومضة" يا قوم (( يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ )) " هذا صدور القوم فعلامَ يَرِيِدُون!. كم من مغبوط برؤية عمله ومشروعه ورسالته. وكم من متحسّرٍ على فوات الأرباح ".