03 نوفمبر 2025

تسجيل

أسوأ ما لديهم وأفضل ما عندنا

20 نوفمبر 2017

شانؤوك وخصومك، يعمدون إلى إشغال أنفسهم بإشغالك عن تحقيق طموحاتك، بإثارة المشاكل والأزمات من حولك، وهذا ديدنهم إن لم يقدروا على منافستك، وحينما يدركون أنك قد تفوقت عليهم وسبقتهم في كافة الميادين.  ومن شيم الكبار الكرام أنهم يدعون الآخرين معهم للتنافس الشريف، ويقبلون ما تؤول إليه النتائج، وإن كانت لصالح غيرهم، خاصة إذا كان أولئك من إخوانهم وجيرانهم، ومن يتكاملون أو يتقاسمون معهم الموارد والثروات والمصالح المشتركة. فإن هم أجابوهم إلى نبيل المساعي ونزاهة التوجه ، فبها ونعمة، وإن هم أصروا على معاداتهم والتآمر ضدهم، إلى درجة تخلي أولئك عن أداء واجباتهم تجاه ذويهم ومن استرعاهم الله عليهم، وحشدوا جموعهم لصرف الناجحين عن مواصلة مسيرتهم، فليس أبلغ وأقوى من رد عليهم سوى المضي قدما في تحقيق الإنجازات، وحسن إدارة الذات وتوظيف الطاقات والاستغناء عنهم، حتى نأمن مكرهم وسوء تدخلاتهم. وعندما يخرجون أسوأ ما لديهم، نخرج أفضل ما عندنا. هذا التصور يشبه إلى حد كبير ما تتعرض له دولة قطر من حملة شعواء ظالمة على أيدي عناصر متنفذة في دول مجاورة، تنطلق من مخطط أثيم من خارج منظومتنا الخليجية يرمي إلى تعطيل مسيرتنا وتشتيت شملنا وتمزيق لُحمتنا، والاستيلاء على ثرواتنا. وسواء أحسّت تلك العناصر بعواقب ما تصنع أو لم تدرك خطورة صنيعها، فإن النتيجة واحدة في الحالين، مع التفريق في حجم المسؤولية وفداحة الجُرْم، كما ورد في بيت من قصيدة منسوبة للإمام ابن القيم (رحمه الله) صار مثلا شاهدا، إذ يقول:  فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة  ـ  وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم  ومن هنا، فقد تنبهت قيادتنا الحكيمة إلى أهمية تعزيز الاكتفاء الذاتي وبناء اقتصاد حر مستقر، يلبي تحقيق مطلب الأمن الغذائي والمائي، ومواجهة كافة الظروف والمتغيرات، مما يؤكد عليه أمير البلاد حفظه الله في خطاباته المهمة الشاملة.  وليس أدل على ذلك من توجه الدولة المحمود نحو تشجيع المشروعات الوطنية الناهضة، ودفع عجلة التنمية الزراعية والصناعية وتشجيع الشباب القطري على تبني انشطة تجارية واقتصادية وطنية، فأثمرت تلك الإجراءات بفضل الله في تطوير وتحسين جودة الإنتاج الزراعي والصناعات الخفيفة والمتوسطة وفق أعلى مقاييس الجودة، وبكميات مبشرة ازدانت بها ساحات عرض وبيع منتجات مزارعنا القطرية، ومنافسة منتجاتنا المحلية للمستوردة على أرفف المراكز التجارية والميرات، لتكون خير شاهد على تشجيع صناع القرار في تشجيع ودعم المنتج المحلي.  ونحن إذ نشيد بهذه الخطوات المباركة الطيبة على سبيل تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الغذائي والصناعي كذلك، فإننا ندعو شبابنا ورجال الأعمال وتجار هذه البلاد للاستفادة القصوى من فرص استصلاح الأراضي الزراعية، وإنشاء معاهد مهنية وصناعية وتنمية مواردنا وثرواتنا وعلى رأسها الإنسان المواطن، باعتباره عصى الرحى في كل توجه بنّاء، انطلاقا من ركيزة البناء الأولى التعليم القائم على التربية والتدريب واستثمار العقول والجهود بما يجسد رؤيتنا الوطنية، بتخطيط سليم وعمل جاد ومتقن. بشائر الخير الحمد لله على نعمة الغيث، ومبارك عليكم الحيا ياهل قطر، جعله الله صيبا نافعا، وأغاث به البلاد والعباد، وحفظ الله بلادنا الحبيبة أرضا وقيادة وشعبا، ورد كيد الغادرين إلى نحورهم، ونصر إخواننا المسلمين في كل مكان.