16 نوفمبر 2025

تسجيل

شركات آكلة البشر

20 نوفمبر 2016

كيف سيكون رد فعلك لو علمت أن شركات تجارية تعاونت مع مراكز أبحاث علمية في مجال الغذاء، من أجل نشر تقارير وأبحاث غير صادقة وأمينة، لأجل المزيد من الأرباح؟ لا شك أن ثقتك في كل ما يصدر عن مراكز الأبحاث والجامعات بعد ذلك ستهتز، ما لم يثبت لك العكس. نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريراً يحتوي على وثائق تاريخية، تثبت دور علماء في مجال التغذية بجامعة عريقة مثل هارفارد، في نشر حقائق غير صادقة عن السكر، حيث كشفت تلك الوثائق التاريخية السرية التي تم فك السرية عنها، أن مالكي صناعة السكر قد دفعوا أمولاً لأولئك العلماء في ستينيات القرن الماضي للتهوين من شأن علاقة السكر بأمراض القلب، وبدلاً من السكر يتم اتهام الدهون المشبعة بالتسبب في هذا النوع من الأمراض. الصحيفة نفسها نشرت كذلك تقريراً عن شركة عملاقة تعتبر أكبر مُنتج للمشروبات السكرية في العالم، وأنها قدمت ملايين الدولارات لتمويل باحثين لغرض التقليل من شأن العلاقة بين المشروبات السكرية والسمنة. في السياق نفسه أيضاً، نشرت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، بأن مالكي صناعة الحلويات قاموا بتمويل الدراسات التي ادعت بأن الأطفال الذين يتناولون الحلوى، يميلون إلى أن يكون وزنهم أقل من أولئك الذين لا يتناولونها.. وغير ذلك من تقارير. مثل هذه الأخبار لا يمكن تفسيرها سوى أنها نوع من الحروب بين الشركات المتنوعة ذات الصلة بالإنسان، سواء في مجال غذائه أو صحته بشكل عام. كل صناعة تحاول اتهام صناعة أخرى بأنها سبب انتشار مرض ما، ثم تأتي صناعة الأدوية لتتنافس كذلك على صحة البشر، وتزعم نجاعة أدويتها، لينتقل التنافس إلى شركات السلاح في القضاء على البشر، وهكذا تستمر الشركات العملاقة في نهب أموال البشر وصحتهم لتنتهي بالقضاء على حياتهم. تلك هي نتائج الرضوخ للطمع والجشع وحب المال. وتلكم هي الرأسمالية المتوحشة، التي لا تزال تقول: هل من مزيد؟