12 نوفمبر 2025

تسجيل

كهرباء الروح!

20 أغسطس 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إنه أسير سوء الضن، والحكم على زوجته بالخيانة منذ أن اصطاد أسماء أصدقائها بوسائل التواصل الاجتماعي، حتى صرخ عليها وصفعها بعد أن ردت عليه أنت إنسان مريض! ما هي الحيلة الآن؟ هل يكابر وتأخذه العزة بالإثم ويوصلها بيت أهلها، أم يحلم ويتنازل عن نرجسيته الغاضبة ويصالحها؟ فتذكر نصيحة السماء "إن بعض الظن إثم"، فتشجع وضغط على كبريائه، كي لا تردعه نزعة الشر التي تجثو على قلبه، فمد يده وزحفت بهدوء كالثعبان الجميل الملمس، إلى أن وقع كفه على كف زوجته التي تجلس بجانبه في السيارة، فاشتبكتا معًا وتعانقت الأصابع حتى أصبحتا كاليد الواحدة، فحس بحرارة يدها تسري في عروقه، وصدى ضربات قلبها تطرق باب قلبه، فتأثرت روحه واستسلمت، فخرجت من صدره تنهيدة خرج معها الهم والغم. أما حال زوجته الباكية، والتي تنظر من نافذة السيارة والدموع تجري على وجناتها، فأحست بحرارة أصابعه تداعب أصابع يدها، وكأن بإبهام يده قد احتواها واحتضنها كلها بعد أن دغدغ راحة كفها، فوصلت كهرباء من حرارة يده بداخل عروقها، فتحولت إلى إشارات لغوية، حللها الدماغ بالجزء المخصص بالحنان في المخ، وأفرز جسمها هرمون الراحة والأمان المختص بحنان الأم بسرعة إلهية رهيبة لا تصدق! فنظرت إليه زوجته وابتسمت، وما زالت الدموع تجري على الوجنات، إلى أن قالت لننس ما حدث ولنعش يومنا ولنسعد به، أشكر إحساس قلبك الجميل، فأصابعك هدأت من روحي وبردت قلبي الحزين. أخي الزوج لو تعلم كم من كهرباء الروح تسري بيد الزوجة إذا مسكتها وداعبتها، صدقني سيدي: إن سوء الفهم الذي وقع بينكما سيحل في الحال، وربما ستظهر ردة فعل عكسية تملأ حياتكما حبًا وسعادة، فلتحاول عزيزي الزوج بالبدء، ولتترك عنك الكبرياء ولتتواضع لله ولرسوله ولمستقبل مشروعكما وأبنائكما، ولتمسك بيدها، خاصة وهي غافلة وسارحة، فصدقني لن تندم، إذ ستذوب مع حرارة اللمس عدة مشاكل ومعضلات، وستطرد من حياتكما بفعل رياح الحب، وحتى إن لم يكن بينكما سوء، فمداعبة اليد تحفيز للعلاقة مع الزوجة وتعطي روحها ثقة بالنفس وبالزوج، وبمشروع الزواج الذي أقدمت على المضي فيه.