08 نوفمبر 2025
تسجيل(1) قبل كل قول فإنني أتقدم إلى قرائي الأعزاء بأحر التهاني القلبية بدخول شهر رمضان المبارك علينا، جعله الله شهر خير ورحمة ومودة وألفة تربط مجتمعنا القطري بكل المقيمين معنا. شكرا يا صاحب السمو الأمير المفدى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على اهتمام سموكم بطلاب العلم الذين التقيت بهم بالأمس وتحدثت إليهم بصفة الأب القائد الحريص على نجاح أبنائه الطلبة وتفوقهم في ميادين اختصاصاتهم وهذه لفتة كريمة من سموك، وبالمناسبة يا صاحب السمو فإن هؤلاء الفتية الذين التقيت بهم هم نتاج جهود وأعمال دءوبة من معلميهم الذين أوصلوهم إلى درجة التفوق في مراحل التعليم العام ولا شك يا صاحب السمو أن لهؤلاء المعلمين مكانة جليلة في ضمير سموكم تستحق العناية والتقدير. سيدي الأمير الشيخ حمد بن خليفة في مطلع هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك كلنا معشر المعلمين والمعلمات نبتهل إلى الله عز وجل في هذا الشهر الكريم أن يحفظ سموكم وسمو ولي عهدكم الأمين وآل بيتكم الكرام ليكونوا سندا للهيئة التعليمية في كل شؤونها، وعونا لأمتنا العربية في معركتها ضد البغاة الطغاة المفسدين في الأرض القاهرين لإرادة شعبنا العربي. (2) كتبت في يوم الجمعة الماضية تحت عنوان "قرار يطالب المعلمين بإخلاء مساكنهم" أشرح فيها أهمية الاهتمام بالمعلم /المعلمة وأمنهم الوظيفي وسعادتهم وحسن مأواهم أي السكن وقلت إن الاهتمام بشأن المعلم / المعلمة هو ركن مهم من أركان الأمن الوطني بكل معنى كلمة الأمن الوطني لأن المعلم له القدرة على صياغة العقل وغرس جذور الولاء والانتماء للوطن في عقول وأفئدة أبنائنا وأنهم أي المعلم / المعلمة هم الذين يدفعون بجحافل من الشباب والشابات إلى ميادين العمل مسلحين بالعلم والمعرفة وحب الوطن هذا يقود إلى الإسراع في عملية التنمية الوطنية في كل ميادينها. إن قرار سحب المساكن الحكومية وفي أقصى حد مطلع سبتمبر القادم من المعلمين / والمعلمات وتخصيص بدل نقدي قدر مابين 3000 للعازب و6000 للمتزوج في تقديري كان قرارا متسرعا ولم يكن ناتجا عن دراسة، كان هم صاحب الاقتراح ماديا بحتا، وكم سيوفر على الميزانية العامة في نهاية المدة؟ ولم يأخذ في اعتباره عوامل أخرى نفسية واجتماعية لعضو هيئة التدريس وارتفاع إيجارات السكن للحد الذي لا يمكن لصاحب العائلة أن يعيل أسرته ويوفر من دخله لتعليم أطفاله في المدارس المحلية الأمر الذي سيدفعه إلى طرق أخرى لتحسين دخله المادي قد يؤثر على أدائه العلمي لطلابه. إن سمو الأمير المفدى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وآل بيته الكرام يولون التعليم والمعلمين أهمية خاصة وكانت أولى خطواتهم في منتصف التسعينيات من القرن الماضي نحو المدرسة والجامعة وكان اهتمامهم بالبيئة المدرسية لا حدود له فصدرت التوجيهات السامية ببناء مدارس حديثة وهدم القديم لتوفير بيئة تعليمية راقية وقد نفذ ذلك القرار، كان اهتمام سمو الأمير بالمعلمين وسعادتهم وأمنهم الوظيفي واستقرارهم في وظائفهم جزءا من وجدانه وأذكّر برحلة سموه إلى القاهرة لتقديم واجب العزاء في وفاة أحد المعلمين الذين عملوا في قطر في ماضي الأيام، أليس ذلك وفاء للمعلم من الجنسين. الأمر الثاني أن القرار جاء في غير وقته إذ إنه صدر مع بدء العطلة الصيفية لكل مؤسسات التعليم وفي أشهر الصيف المحرقة وقدوم شهر رمضان الكريم وفي هذه الحالة ارتبك المعلمون والمعلمات فيما يفعلون، وكان عليهم البحث عن سكن قبل نهاية الفترة المحددة معنى ذلك أنهم لن يستمتعوا بإجازتهم الصيفية بعد عناء التدريس وما يلحقه من متطلبات إدارية ولهذا جاء قولي بأن القرار كان مستعجلا في صدوره. تقتضي الإدارة العلمية أن يعطى المعلمين والمعلمات فرصة كافية للبحث لهم عن سكن بديل كحد أدنى ستة أشهر، ويقال لعضو هيئة التدريس عليك أن تبحث لك عن سكن بديل في خلال ستة أشهر من تاريخ الإبلاغ، وأن يكون ذلك البلاغ مع بداية العام الدراسي وليس في نهايته وذلك للأسباب التالية: (1) البحث عن سكن قريبا إلى مدرسته ومدارس أولاده، هذا الإجراء، أي القرب من مقر العمل يساعد إلى حد بعيد في التخفيف من زحام المرور (2) البحث عن سكن يتناسب والمبلغ المقدر لعضو هيئة التدريس، (3) تجنب زيادة الطلب أو البحث عن مسكن في فترة قصيرة مما يزيد في ارتفاع قيمة الإيجار، إلى جانب هذا كان على صاحب الاقتراح إعطاء بدل سكن يتراوح بين 3000 و6000 للأعزب والمتزوج على التوالي أن يأخذ في الاعتبار ارتفاع معدلات الإيجار وكذلك ارتفاع مستويات الأسعار، خاصة المواد الاستهلاكية والتي لا غنى للإنسان عنها. (3) رحت أناقش البعض من أهل الاختصاص والذين أقدّر أن لهم علاقة بالتعليم وسألت كم سيوفر المجلس الأعلى مالا من هذا الإجراء القانوني؟ كان لكل فرد تقديره وكان تقديري الشخص أنه بصرف النظر عن كبر أو صغر المبلغ المطلوب توفيره للميزانية فإنه لا يقارن بالعائد على أولادنا في المدارس والمعاهد من منافع كبيرة إذا شعر المعلم / المعلمة بأهميته وشعر بأن الكل يعمل من أجل توفير الوقت والجهد والاستقرار لعضو هيئة التدريس، وأن دولتنا قد حباها الله بسعة في الدخل وأنها قادرة والحمد لله على توفير أي مبلغ يحتاجه التعليم ومؤسساته وأهمها عندي المعلم. (4) في هذه الأيام المباركة بدخول شهر رمضان المبارك وما فيه من تراحم وتواد وتواصل وتشجيع لأعمال الخير فإني على يقين لو علم سمو الأمير المفدى بحال هؤلاء الأساتذة الأفاضل وما يعانونه من حاجة والتزامات تفوق دخولهم النقدية فإنه لن يتردد في منحهم مكرمة أميرية بإصدار توجيهاته السامية بإبقاء حال المعلمين على ما هم عليه دون إخلاء مساكنهم، وتحسين أوضاعهم المالية فهو صاحب اليد الممدودة بالخير إلى كل محتاج. آخر القول: لن يبخل أبو الخير أبو مشعل على المعلمين والمعلمات من إخواننا العرب بمكرمة أميرية تعينهم على الحياة الكريمة بمناسبة هذا الشهر الكريم وسوف يكونون أكثر وفاء وأكثر عطاء في تعليم أبناء هذا الوطن الطموح.