05 نوفمبر 2025
تسجيلطيلة اليوم نمر بأحداث مختلفة بعضها سار أو مريح والبعض الاخر مزعج وكل حدث يؤثر علينا بطريقة مختلفة، والشيء العجيب ان الحدث نفسه يؤثر على مجموعة من الاشخاص بطريقة مختلفة وسنضرب على ذلك بعض الامثلة. انت الان تستعد لمغادرة عملك فاليوم هو اخر يوم عمل فى هذا الاسبوع وفجأة تسلمت بريداً اليكترونيا يطلب فيه مديرك ان تقدم عرضاً تقديميا فى صباح يوم الاحد. عندها شعرت بضغط شديد فى رأسك فعليك ان تجيب بسرعة على مديرك وفى نفس الوقت تندفع بأقصى سرعة بين مكاتب زملائك وترسل العديد من الرسائل الاليكترونية لتجمع اكبر قدر ممكن من المعلومات اللازمة لاعداد عرضك التقديمى هذا علاوة على انك ستحتاج لالغاء الرحلة التى اعددت لها فى عطلة نهاية الاسبوع لاشك انك فى ذلك الوقت ستشعر بالضيق والتبرم والقلق وتتساءل بينك وبين نفسك: " لماذا لم يخبروك قبل ذلك بهذا الطلب؟ ستلبى طلبهم على أكمل وجه؟ لماذا يحدث لك مثل هذا الأمر دائما؟. المثال الثاني: — اتصل بك صديقك ليخبرك بانه قد حصل على وظيفة احلامه، عندها شعرت بفرحة شديدة لأنك تعلم جيداً كم الجهد الكبير الذى بذله صديقك ليحصل على تلك الوظيفة، وانه فى اشد الحاجة اليها. ولكن فى نفس الوقت تعجبت لأنك لم تحصل انت ايضا على وظيفة احلامك وانك مازلت تعانى فى دفع الفواتير المستحقة، وعندها ربما قلت لنفسك: " ربما سبب ذلك اننى لست كفئاً بدرجة كافية ". فى المثال الاول ماذا سيحدث لو فكرت فى تغيير طريقة تفكيرك فبدلاً من: " الادارة تضطهدني، المدير لا يقدر ظروفي، انه لا يحترمني، انه يحملنى ما لا اطيق وليس لدى وقت كاف و... " والشعور بالضغط النفسى والضيق والالم والقلق وما الى ذلك من مشاعر سلبية. جرب ان تفكر كالتالي: " الادارة تقدرنى وتعلم اننى رجل المهمات الصعبة فأنا دائما من ينقذهم عندما تتأزم الأمور، ولا شك انه اضطر لتكليفى بهذه المهمة بتلك السرعة لأنه تم الضغط عليه من قبل رئيسه المباشر، اما بالنسبة للوقت فسأجتهد ان استيقظ مبكراً فى يوم العطلة وسأصلى ركعتين لله تعالى أطلب منه فيها ان يوفقنى وييسر أمري، وسأطلب من اسرتى ان تقدر موقفى وتسامحنى على الغاء الرحلة ". والسؤال الان: — " بعد ان تتبنى اسلوب التفكير الاخير هل تجد اختلافاً فى مشاعرك؟ " لاشك انك ستشعر براحة وستتولد لديك طاقة من الحماس تمكنك من انهاء عملك على اكمل وجه. اما المثال الثاني: " فبدلاً من ان تفكر بطريقة اننى اقل كفاءة من صديقى " ما رأيك لو فكرت بالطريقة التالية: — " صديقى بذل جهداً جباراً للحصول على تلك الوظيفة ودرس كما هائلا من الدورات لتطوير نفسه وقرأ الكثير من الكتب المتخصصة فى مجاله فماذا لو فعلت مثله بالضبط؟ ماذا لو سألت صديقى عن جميع الخطوات التى اتخذها لكى يصل الى ما وصل اليه؟ ثم بعد ذلك اقتفى خطواته وافعل مثله؟ وقبل كل ذلك استعنت بالله تعالى وطلبت منه العون والسداد، لاشك انه سبحانه سيساعدنى ". لا شك انك بتبنيك طريقة تفكير جديدة ستتغير مشاعرك وبالتالى سيتغير تصرفك وبالتأكيد ستحصل بمشيئة الله تعالى على نتيجة جيدة. ولكن ماذا عن المواقف المؤلمة والمحبطة مثل خسارة مبلغ كبير من المال او فقدان انسان عزيز، و... هل نسيت قول المصطفى صلى الله عليه وسلم " عجباً لأمر المؤمن وان امره كله خير، ان اصابته سراء شكر فكان خيراً له، وان اصابته ضراء صبر فكان خيراً له " او كما قال عليه السلام.