18 نوفمبر 2025

تسجيل

مشي ومشاة

20 أبريل 2015

هل مدننا تبحث عن المشاة؟ وهل مدننا صديقة للمشاة ؟ وهل أحياؤنا السكنية مهيأة للمشاة؟ وهل شوارعنا تستقطب المشاة؟ وهل مدارسنا وجامعاتنا في بنيانها الجديد تؤسس ثقافة المشي بين الطلاب؟ وهل المجمعات التجارية الكبرى الحالية والتي تحت الإنشاء تخصص مسارات للمشاة سواءً داخل أو خارج المجمع وليس ملصقات أرضية توضع؟ وهل المجمعات السكنية الحالية والجديدة الواسعة تعمل على إحياء قيمة المشي فيها وتشجع عليها؟ وهل الحدائق العامة تحث زوارها على المشي من غير وجود سلوكيات ومناظر وحركات مخلّة بالآداب وخادشة للحياء تقضي على قيمة المشي في المجتمع، أو التعدي على الذوق العام وأخلاق وقيم ومبادئ وعادات وتقاليد أهل البلد النابعة من ديننا الإسلامي الحنيف من خلال المشي. فالمشي نعمة من نعم الله -سبحانه وتعالى- على خلقه، وما ينتج عنه من منافع وفوائد إيجابية لا حصر لها نعم منه كذلك، قال -تعالى- " وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ " وقال -تعالى- "وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ ٱلإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ "، من صحة وعافية وهمة ونشاط وتجديد وحيوية وقوة وحماية ووقاية وغير ذلك، فللمشي ثقافة، وللمشي أخلاق وقيم وآداب، وللمشاة حقوق وعليهم واجبات، وهناك بيئة المشي لابد من تحقيقها والعمل على إيجادها، وعلى جميع الجهات المختصة توفيرها وحمايتها بعد ذلك فهي مسؤولية مجتمعية. جميل أن نرى بعض الأماكن مخصصة فقط للمشاة فالجهة التي تبنت ونفّذت هذه الأماكن نقول لها جهود مقدرة وتشكر عليها- فالمزيد المزيد-، ونقترح هنا أن توضع لوحات جمالية فيها من الكلمات التي تحث وتعزز ثقافة المشي بين المشاة وغيرهم. وكذلك تشكر وتقدر جهود القائمين على برنامج "صحتك في خطوتك" للتشجيع ونشر ثقافة المشي بين جميع أفراد المجتمع. يقول ابن مسكويه في كتابه تهذيب الأخلاق حول هذا المعنى فصل في تأديب الأحداث والصبيان"، يُعوّد المشي والحركة والركوب والرياضة حتى لا يتعود أضدادها ". فهل يحق لنا أن نرى أكثر من ممشى في كل منطقة وداخل "الفرجان" وفي كل مدينة رصيفا بمواصفات عالية المستوى تشجع على ممارسة رياضة المشي، الكل يقول هذا مطلب بسيط وممكن تنفيذه، ومعظمنا يقول لا أستطيع الذهاب إلى بعض الأماكن التي تم تخصيصها لممارسة رياضة المشي، بسبب الازدحام وكفانا ركوب السيارة. فهل سيتحقق لنا هذا المطلب؟ فعن أبي هُرَيْرَةَ -رضِيَ الله عنهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ". "ومضة "يقال إن المشي "رياضة كل الأعمار"، ويقال إنه "جزء من تعزيز الصحة الشخصية "، ويقال "إنها العلاج المجاني الذي لا يكلفك شيئاً " فتأمل .