11 نوفمبر 2025
تسجيلمجموعة أقلام يسكنها حبر لونه ابيض او أسود، قد يكون في بعض الأوقات أحمر، ليس هذا المهم بل الأهم ما تخطه تلك الأقلام، فكما قيل سابقاً هناك بعض الأقلام تحتاج للإعدام وبعضها للإنعاش والنوع الأخير يحتاج للحياة. سوف أبدأ بالأقلام التي تحتاج للإعدام: حينما يسكن اللون الأسود الداكن في بطن الأقلام، هنا تمارس هذه الأقلام الشر فالشر أغلب ما نجده يبدأ بالليل وبالخفاء مع سكون الدنيا، هذه الأقلام تمارس الجبروت وتكسب لقمة عيشها من أفواه الكاذبين، وقد اعتادت على ترك الخير ونشر الفساد، تجدها ذا طابعٍ شفاف تعيش بيننا ولكننا مغفلون لا نعلم خفاياها، نعطيها الحقائق بلا تزوير وتقوم هي بحجب الحقيقة وكتابة الزور، فقط لكسب بعض الريالات التي قد تكون سبباً لدمار أسرة أو ضياع أشخاص أبرياء، مثال على ذلك: سأضرب مثلاً ولكن للعلم أنا لا أعمم، فقط أخص فئة من مثالي هذا، نجد المحامي مثلاً أحياناً قد يكذب من أجل مبلغ كبير، ويزور الحقائق ليجعلها في صالح الظالم ويدمر المظلوم، هذا الشيء نجده أحياناً في أكثر الدول، ونجد أشخاصاً قد لبسوا اللون الأسود ولا يسكن في قلوبهم سوى السواد، كما سواد ظلمة الليل، نسأل الله أن تُعدم هذه النوعية من الأقلام فهي تحمل حبراً مكوناً من دماء الناس، تقتل دون التفكير بالإنسانية، وهي ليست أقلاماً بل اشباح نسيت الرحمة، تجد ريشها حاداً قد ينزفك دهراً، نسأل الله أن نتخلص من هذه الأقلام وندفنها دون الصلاة عليها. الأقلام التي تحتاج للإنعاش لبث الروح إليها، ومحاولة تنشيط الدورة الدمويه لديها، هي الأقلام ذات الحبر الأحمر، هي التي تتنفس بالجهاز الخاص المليء بالأوكسجين، وتضخ الدم بمضخات بل ونحتاج لنكهربها لكي تقوم من سُبات نومها، هذه الأقلام التي تكتب ولكن لا أحد يعرفها بل تبيع أفكارها من أجل بضعة ريالات أيضاً، تخشى الشهرة، تخاف الغد، فالمجتمع الذي تربى فيه مجتمع معوق، هذه الأقلام نريد أن نُدخلها العناية المركزة قبل أن تموت، ونريد أن نبعدها عن المشرحة بعداُ كاملاً، لانها تكتب ولا أحد يعلم عنها شيئاً، ويأخذ جهده إنسان لا يعلم حتى كيفية الحوار وفنونه، هذه الأقلام باتت تكتب كثيراً وحلت مشاكل كثيرة وبالأخير لم تجد من يحل لها مشكلتها، أليست تستحق هذه الأقلام الدخول لغرفة الإنعاش حتى تشفى تماماً وتغير من حالها؟ الأقلام المليئة بالحبر الأبيض، التي ما أن تكتب على الصفحات لا تستطيع أبداً معرفة المكتوب، يكفيك الإحساس بالمضمون، فهذه الأقلام بيضاء كبياض الفجر بعد الشروق، أقلام تكتب لتخرجنا من الظلام إلى النور، أقلام تحث المسلمين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في زمنٍ قل فيه من يحثنا على ذلك، هي أقلام العلماء والفقهاء، والبعض من عامة الناس يحاول معهم على نشر الخير والعبادات بقلمها، هذه الأقلام قليلة جداً لكن حبرها جميل، لانها تبث الروح فينا، وتذكرنا بالله ورسوله، تأخذ بأيدينا نحو الخير نحو الأفق البعيد، حيث السعادة ورضا الله، أفلا تستحق هذه الأقلام أن تعيش للأبد. بصمة حب: لقد كتبت لك هذه الكلمات بقلمٍ تميز عن باقي الأقلام وحمل اللون الأبيض، فيه من الدعوات التي تُكتب لك ليل نهار، لا أريد أن أخوض في عمق دعواتي الخالصة لك، ولكن اختصرها بكلمتين لا ثالث لهما أن (يحفظك الله) ويوفقك لما فيه الخير دوماً. [email protected]