13 نوفمبر 2025

تسجيل

أحياء عند ربهم يرزقون

20 مارس 2011

من يعرف علي حسن الجابر شهيد قطر والعروبة عن قرب وخاصة من زملائه الإعلاميين سيدرك بلا ريب أن ذلك الرجل كان ينتظره مجد كبير ربما لم يتوقعه أحد، حتى هو شخصيا. فقد كان رحمه الله- ولا نزكى على الله احدا ولكن نقول مما نعرف - شهيدا حيا يمشي على الأرض، ولقد عرفته من خلال الندوات والفعاليات التي كنا نتزامل في حضورها، كان دمث الخلق، غاض البصر، خافض الصوت، عنده من الحياء الكثير والكثير. وإن كانت دموعي التي لم أتمالكها يوم علمت بنبأ استشهاده قد خانتنى، فان فرحتي بتلك النهاية العظيمة لرجل مثل علي حسن الجابر كانت عظمية فأي مجد في الدنيا وأي جزاء في الآخرة يستحقه الشهيد. من خرج غير متقاعس، غير وجل لأداء عمله الاعلامى كي ينقل الحقيقة، كي يفضح فظائع ووحشية النظام الليبي الذي خدع نفسه وخدع العالم سنوات طويلة كشخص لا يحكم ولا يرغب في الحكم وها هو الآن يتمسك بالكرسي حتى آخر رجل من أولاد بلده، حتى آخر نقطة دم طاهرة زكية من أبناء شعبه المجاهد. لقد كان دم علي حسن الجابر دافعا وحافزا لملايين الثوار والمجاهدين في كافة بقاع الوطن العربي والاسلامي ولقد كان دمه الزكي الطاهر وقودا وشعلة لكافة الإعلاميين أن يكملوا الرسالة ويحملوا الشعلة ويسيروا على الدرب من اجل الحقيقة. إن علي حسن الجابر شهيد حتى لو لم يقاتل بسيف أو بمدفع وينطبق عليه قوله تعالى " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " إن قطر التي تدفع ثمن الحقيقة ولا تخشى في الحق لومه لائم يشعر كل مواطن فيها بالفخر والعزة رغم حزننا العميق على واحد من أنبل واجل أبنائنا ولكنه قدر الله ما شاء فعل ولا راد لقضائه سبحانه وهو ثمن الحقيقة نرضى به ونضعه وساما على صدورنا نعتز به ما حيينا. ولا يفوتني في هذا الحدث إلا أن اشد على ايدي اخواني في ليبيا واليمن أن اثبتوا ورابطوا ولكم النصر ان شاء الله أو الشهادة. ولعلي الجابر ولكل شهيد اهديه حديث المصطفى في قبورهم الطاهرة الذي يقول فيه عن المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة. ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه " رواه الترمذي (1663) وابن ماجة (2799 ). صححه الألباني في صحيح الترمذي أسأل الله العلي القدير أن يصبر اهله وذويه فاللهم تقبل انك نعم المولى ونعم النصير. [email protected]