04 نوفمبر 2025
تسجيلتبدأ غدا الأحد، إجازة منتصف العام الدراسي (الربيع )، لينال كل من الطلبة واولياء امورهم قسطا من الراحة والاستجمام بعد عناء فصل دراسي حافل، والناس في هذه الأحوال يجمع بينهم قاسم مشترك، اصبح عرفا وتقليدا يواكب مواسم الاجازات، ويرمي بثقله على كواهل الآباء والأمهات، ويحاصرهم بجملة من الأعباء الاجتماعية والاقتصادية، حيث يضطرون للنزول عند رغبات البنات والبنين، بتحمل نفقات وضغوط قضاء اجازة يتنقلون خلالها من مكان الى اخر داخل البلاد وخارجها. الواقع يشهد بان ثلة قليلة هم من ينجحون في إعداد وتنفيذ خطة زمنية سليمة وذات نتائج إيجابية، بينما تفتقد نسبة كبيرة كيفية التخطيط السليم، وحسن التدبير وتقدير الموازنة المطلوبة. ليس شرطا ان نسافر خارج البلاد في كل مرة، إلا أن إرشادات التخطيط السليم لقضاء الاجازات وجعلها فرصة لتحقيق الانجازات يغدو مطلبا بالغ الأهمية سواء كنا مسافرين او غير مسافرين. وهذا يقتضي تخليص الاذهان من المفاهيم السلبية حول الاجازة التي تحولها الى عطلة وفرق شاسع بينهما، اذ أن كثيرا من الانجازات تتحقق في اوقات واماكن محررة من قيود روتين الوظائف وأيام الدراسة، كما ان الإجازة ليست عطلة تتوقف معها عملية الانتاج والتنمية او تتعطل حينا وحينا تتأخر. وينشغل الناس عن الواجبات في ممارسات ثانوية. ان تحديد أهداف واضحة يمكن تحقيقها، وفق خطة زمنية عملية مدروسة، يضمن حصول افراد الاسرة على اجازة ماتعة نافعة، يتوجونها بانجازات ملموسة. ويجمعون معها بين المتعة والفائدة، وذلك بحسن توظيف مهارات وقدرات البنين والبنات كل حسب طاقته وتكوينه الانفعالي والجسماني. ويمكن توجيه طاقات الناشئة والشباب خلال الاجازة فيما يلي: * الانشطة والبرامج الثقافية والرياضية والاجتماعية التي ترعاها وتنفذها المراكز والأندية خلال موسم الاجازة. * الدورات التدريبية على اختلافها وخاصة ما يتصل بتنمية مهارات التفكير العليا، وادارة الذات، وحل المشكلات، واعداد خطة الوصول للاهداف وتجسيد الطموحات. * القراءة والبحث وزيادة الحصيلة المعرفية والثقافية وتوزيع الادوار بين افراد الاسرة بما يضمن تسهيل أداء المهمات عند السفر خارج البلاد او قضاء اجازة داخلية. * الموازنة بين احتياجات الروح والجسد من العبادات وصلة الارحام والترويح عن النفس وتجديد النشاط. * الاعمال والبرامج الخيرية والتطوعية وخدمة المجتمع. مقترح تربوي سمعنا وقرأنا عن مقترح تربوي يوصي بانشاء متحف تربوي تعليمي في قطر يضم توثيقا تاريخيا حول مسيرة التعليم في بلادنا العزيزة، ويحتوي على أركان واقسام تبرز اهم مقدرات ومكتسبات التعليم في الماضي والحاضر، إضافة الى سجلات ومقتنيات تعرف برجالات وقيادات التعليم المؤسسين من الراحلين أو الذين مازالوا بيننا من باب الوفاء والاعتراف بفضلهم، وهذا توجه محمود ويستحق التقدير، ونرى أن مبنى مدرسة قطر الاعدادية بجوار برج الجيدة في حال عدول الوزارة عن تشغيلها كمدرسة من جديد، فانها تصلح متحفا تربويا يعنى بهذه الأهداف النبيلة بعد ترميمها ؛ خاصة أنها المدرسة التي ضمت في أحضانها نخبة من قيادات هذه البلاد والذين تقلدوا مناصب رفيعة، منهم من توفي — رحمهم الله — ومنهم آخرون على قيد الحياة. كانوا من طلاب هذه المدرسة التي كانت صرحا تربويا أصيلا يحدثنا عن ذكريات جميلة.