07 نوفمبر 2025
تسجيلعقب نشر "شارلي ايبدو" للرسم الكارتوني المسيء لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم في الصفحة الأولى بإصدار جديد الأربعاء الماضي، قال كاميرون وأوباما في تعليق نشر في مقال مشترك في التايمز البريطانية يوم الخميس 15 يناير الجاري: "We won't let the voice of freedom be muzzled"..... "لن نسمح بكبح حرية الرأي والتعبير" وكان هذا ما أكد عليه أولاند أيضا.ونقول: "تبّت يدَا ابِي لَهَبٍ وتبّْ".لن نسمح بالزج بنبي الإسلام والأنبياء في أجندات السياسة بمسمى حرية الإعلام" فتلك لعمري هي وصانعوها لأجندات لا تقل ضراوة عن انتهاك ارض فلسطين وشعبه وغزو العراق بذات المترادفات المتشدقة ب "الدمقرطة" وان اختلفت المسميات.يخطىء من يظن ان حرية التعبير مطلقة في لفظها وممارساتها، ويتجنى دعاة الدول الديمقراطية على الإسلام والمسلمين عندما يتجاوزون لمعنى حرية التعبير أو حقها المكفول في الاتفاقيات الدولية فحسب، بل عندما يكيلون بمكيالين مختلفين لطبيعة الحرية المسموحة والممنوحة ومساحتها وسقفها برفضها عندما يتعلق الأمر بما يطلقون عليه "معاداة السامية" في كل ما من شأنه مس "الصهيونية" كحركة غاشمة ومنتسبيها من اليهود، وعندما تنقلب الموازين كلية تجاه ديننا بوجوب قبول المسلمين الشتم والسب والقذف والإساءة، لا بشأن المسلمين كقوم ومعاداة الاسلام كديانة وتشويه صورته فحسب، بل الأدهى بتجاوز ذلك إلى الزج بالرسل والمقدسات وبنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم التي ليس لها من باب حرية التعبير لا مدخل ولا نافذة.حرية الرأي والتعبير بنص المواثيق والاتفاقيات الدولية لا تعني أبدا إهانة الأديان أو تشويهها أو إشاعة الكراهية أو بث الفرقة أو الطائفية او العداوات، وهذا احتراز أكدت عليه نصا في أي مادة تتناول حق التعبير. فحين نادى الإعــلان العـالمي لحقـوق الإنسان في المادة 19منه من أن: "لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت."وحين نص العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسيةفي "المادة 19 أيضا على أن:"لكل إنسان حق في اعتناق آراء دون مضايقة. وان لكل إنسان حق في حرية التعبير. ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما اعتبار للحدود، سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها." دعا في الفقرة 3 من المادة نفسها بأن:"تستتبع ممارسة الحقوق المنصوص عليها في الفقرة 2 من هذه المادة واجبات ومسئوليات خاصة. وعلى ذلك يجوز اخضاعها لبعض القيود ولكن شريطة أن تكون محددة بنص القانون وأن تكون ضرورية: (أ) لاحترام حقوق الآخرين أو سمعتهم،(ب) لحماية الأمن القومي أو النظام العام أو الصحة العامة أو الآداب العامة."إذاً... المادة تؤكد على واجبات ومسؤوليات وعلى قيود ايضا تخضع لها.بل ونص نصا في المادة 20 منه أنه: 1 — ". تحظر بالقانون أية دعاية للحرب.2. تحظر بالقانون أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف."المواد واضحة والتحريض على أعمال التطرف والعنف تنبع جذوره ممن يعمي بصره ويلغي القيود والمسؤوليات آنفة الذكر ويضع المادة 20 من العهد الدولي جانبا من ميثاق صحافته وتعاملاته ويأخذ ما يروق له فقط.لسنا مع القتل... كما لسنا شارلي أيضا، ولسنا لنعتذرعن فعل لم نصنعه، ولكن الحقيقة التي يجب قولها قبل ذلك أن نشر الرسوم المسيئة للرسول "صلى الله عليه وسلم " فعل مشين يستحق الحظر والمقاضاة قانونيا. فمن ينشر رسوما مسيئة لنبي الإسلام هو الارهابي والمحرض على العنف ولا يلومن إلا نفسه في تحمل تبعات تحريضه لأنه فوق إهانة الرسل دخل في المحظورات في القانون الدولي ايضا، وهذا ما يفسره لنا بند "2" من المادة (20) من عهد الحقوق المدنية والسياسية لأن التطاول على نبي ديانة إلهية بديهيا إنما هو تحريض على العداوة والعنف ردا، هذا على القاعدة العامة للفعل ورد الفعل على اي فئة او طائفة أو ديانة. وان اختلفت أو عومت أو أخفيت عمدا نتائج تحقيق دوافع معتدي "ايبدو" حاليا سواء انتحر الشرطي المفوض بالتحقيق او صفُّي قسرا.إنهم باختصار، يريدون حرية الإساءة لنا لا حرية التعبير، فالمعايير مزدوجة، فهناك فئات مغرضة تعمل وفق أهداف وأجندات موقوتة مختصرة مآرب الطريق السياسي ولعبته القذرة عبر الإعلام فضلا عن معايير تحقيق الربحية ايضا بتغذية خطاب الكراهية، إذ لماذا تثير صحف مغمورة خاسرة في مبيعاتها ونسبة قراءها رسوما ضد موضوع محظور دينيا وقانونيا اثار سلفا حفيظة ما يربو على 1.5 مليار مسلم، وردود أفعال بديهية فوقها؟ خصوصا في مثل تلك القضايا التي لا تشكل بنود حريات بقدر ما يثير مسها خطاب العداوات والكراهية وتؤجج لما يصنعه دعاة محاربة الارهاب من إرهابٍ — ايديهم وألسنتهم ملطخة به — سواء أتت بشكل مباشر من الناشرين او ممن يقاومهم ممن يطلق عليهم ارهابيون اذ لا فارق بين الناشر والمعتدي فاعتداء الكلمة لا يقل عن اعتداء السيف. واعتذار الصحيفة ذاتها لنتنياهو ولساركوزي سابقا عن رسوم ساخرة ضد منتسبيهما خير دليل على الكيل بمكيالين لانتماءاتهم ولما يوجه ضد الإسلام.نرفض الانتقائية وسياسة المكيالين وهذا ما يجب أن نعمل عليه شخصيا واعلاميا ومهنيا، أمّا جدلية المغرضين في أخذ الحق في حرية التعبير دون النظر إلى الواجبات والمسؤوليات والقيود الخاصة بها يجب أن يرفعها المسلمون وبقوة إلى أروقتها ومحافلها الرسمية بدءا من الحكومات الاسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وانتهاء بمنظمات المجتمع المدني فيها، اذ ان كل حق يقابله واجب، وإلا فهي غابة وعندها على المسلمين أن يعوا أنه في قانون الغابة: "إذا لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب"..