18 نوفمبر 2025
تسجيلمن يصدق الآخر ومن يكذب على الآخر، كنا في غفلة وربما نعلم ولكننا نجامل ونساير، تغلبنا المصلحة، هذا هو واقع أنظمتنا العربية والاسلامية المتخاذلة كشف عنه ما يحدث الآن من مآس انسانية تنفطر لها القلوب، وتعجز الألسنة عن سردها، وتسال الدموع لرؤيتها، في غزة المنكوبة التي لا تهدأ صواريخ الصهاينة من دكّ أحيائها بقاطنيها منهم الأموات والجرحى والمشردون، ومنهم من مازال تحت الأنقاض والركام ومنهم فاقدو الهوية الأسرية، ومنهم في السجون والأسر، ومنهم من تقطعت أشلاؤه وتناثرت تنهشها الكلاب، ومازال هذا المسلسل الدموي الدرامي المؤلم قائماً، ومازال الانسان هو المستهدف عند الاحتلال الذي تجرّد من الرحمة والانسانية حتى في حق الطفولة البريئة التي اغتال صواريخه براءتها،، اسرائيل كما قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال انها الدولة الوحيدة في العالم التي تحاكم الأطفال بشكل منهجي ومستمر أمام المحاكم العسكرية،. وطبيعي أن يحصد جنود الاحتلال في غزة اليوم أكثر من 4506 من الأطفال ليكونوا في عداد الشهداء، والآلاف بأرقام مجهولة تحت الركام،، والآلاف فقدوا أسرهم، ومنهم في الاعتقال، ومنهم يعيشون حالة نفسية من الذعر والرعب والخوف، نفد الماء والغذاء والدواء والكهرباء عنهم، لتمتزج تلك المشاهد المؤلمة « باليوم العالمي للطفولة « الذي يصادف يوم 20 نوفمبر، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة لحقوق الطفل الذي كان نقطة تحول في الأوضاع الاقتصادية والصحية والمعيشية له، فأي حقوق !!والطفولة في غزة تنزف بصواريخ العدو المحتل وحلفائه، الذي يرى في ملامحه البريئة، «حماس « وفي ضعف بنيته «الارهاب « فوجّه صواريخه ودباباته بلا رحمة، وكتم أنفاسه واقتلع أسوار مدرسته وحرق دفاتره وحقيبته المدرسية، امتزجت ألوان رسوماته بدمائه ودكت مدرسته تحت ركام الحجارة، حرق آماله وطموحاته، شوّه كل جميل يحمل اسم الطفولة البراءة الصدق العفوية.. …. آه كم هو مؤلم أيها الطفل الغزاوي البريء أن نراك وغبار المعركة يلفح وجهك يغطي تقاسيم البراءة، ونرى والديك يذرفان التراب بدموع حارقة على جسدك الضعيف،،. لو كنت أملك قراراً لمزّقت كل حرف وكلمة تكتب وتنطق باسم الطفولة ومن أجلها في يوم الاحتفال بك. المسمى « باليوم العالمي للطفولة»، وأنت تكتوي بنيران الصهاينة، والعالم ينظر اليك بصمت، وهم على مشارف يوم الاحتفال بك الذي خصص من أجلك لتحقيق الرفاهية والأمن لحياة مستقرة، والذي تنظمه المنظمة الأممية بهدف تبني حقوق الطفل وحمايته من النزاعات والعنف،، أي حماية وأي حق، وأي رفاهية !! ألا نرى يوميا المشاهد العنيفة لأطفال غزة ! ألا نرى كيف تداس حقوقه تحت الجرافات والدبابات الصهيونية والصواريخ الأمريكية والغربية،، وأطفال العالم سيحتفلون بيومهم، من يأخذ له حقه !! ومن يتجرأ لحمايته من عدو شرس وضع قوته لطمس معالمه وقتل براءته ليحقق هدفه، هل الدول العربية والاسلامية التي تحمل على عاتقها المسؤولية أمام الله يوم الحساب ومازالت في صمت ووجوم، دون التأمل في قوله تعالى « وقفوهم إنّهم مسؤولون « !! أم الدول المطبعّة العربية المتصهينة التي ترقص على جراحات أطفال غزة حاملة شعار التطبيع على أرضها، !! أم المنظمات الحقوقية والأممية التي إلى اليوم لم تكشر عن أنيابها للتصدي ازاء ما يحدث لأطفال غزة من مجازر يومية !! أم منظمة اليونسيف المكلفة بحماية حقوق كل طفل التي ما زالت عاجزة عن حماية الطفل الغزاوي وايقاف المجاز الصهيونية !! « أين الحماية الدولية للقانون الدولي لأجل كل طفل قتل في غزة، لأجل كل أمّ غزّاوية تحمل جثة طفلها الباردة، « كلمات صرحت بها رئيسة ايرلند ا، لاستشعارها بفظائع جرائم الكيان الصهيوني في حق الطفولة،، مظاهرات شعبية في مختلف دول العالم منددة بالمجاز الصهيونية، القاسم المشترك بينها هو المشاهد التي تجسد جنازات أطفال غزة، وما بين احتفال العالم بيوم الطفولة وبين جنازات الاطفال في غزة يبقى الألم سيد الموقف..