04 نوفمبر 2025

تسجيل

لله في خلقه شؤون

19 أكتوبر 2020

كثير من الحيوانات والحشرات لم تذكر في كتاب الله عبثاً ولكن لحكمة ولكي نتفكر فيها وربما منها أخذ الدروس والعبِر، فمثلا: النمل تلك الحشرة المتناهية الصغر والتي لديها نظام فريد في التعاون فيما بينها واحترام أنظمتها المختلفة، كما براعتها في بناء مستعمراتها وبناها التحتية والفوقية، فبرغم صغرها وكونها حشرة صغيرة ف لربما فاقت البشر في ذلك! كذلك وفي تعاونها في جمع ما تستطيع من المؤن الغذائية لكي تؤمن مخزوناً غذائياً يكفيها لأطول مدة ممكنة في فصل الشتاء، حتى أن سيدنا سليمان عليه السلام تبسم من قولها وتعجب منه، وحرصها على ألا يصاب أحد بأذى من بني جلدتها، فأطلقت التحذير لهم بسرعة الدخول إلى مساكنهم لكي لا تُقتل تحت أقدام جنود سليمان عليه السلام وهم لا يشعرون مع أن البشر الذين يحملون العقول أنظر ماذا يفعل بعضهم بشعوبهم يسرقون أرزاقهم، وفوق ذلك سجون وتعذيب وقتل وسحل واستعباد وجيوب فاضية لا يوجد فيها حتى الهواء؟!. البغال والحمير التي قدمت للبشر خدمات مهمة في يوم من الأيام وما زالت إلى يومنا هذا تعمل في بعض الدول وكم دخلت الحروب كوسيلة نقل ولولاها لما بلغوا الجبال والوديان العسرة التي يصعب بلوغها إلا بشق الأنفس! كما وُّصفت في كتاب الله وهي كذلك زينة وبرغم خدمتها وتسخيرها للبشر إلا أنها ما زالت مضرب مثل في الغباء والحمق والسخرية بل يقول الناس عندما يأتون على ذكرها أجلكم الله مع أنها خلق من خلق الله وهي ذكية وتعرف طُرقها وعواديها جيداً، وهي ربما أعقل من بعض البشر من الذين نشاهد أفعالهم المتهورة في زمننا هذا. الخيل الخير معقود في نواصيها والتي تَغنى الشعراء بجمالها ورشاقتها وسرعتها وبطول عنقها وطول شعر ذيلها شبهت به الغيد الحسان وصالت وجالت في ميادين القتال في السنين الغابرة وركب عليها أعظم الفرسان والملوك والنبلاء، وكانت مغنماً للجميع إلى يومنا هذا، وكذلك من الهدايا القيمة، وخاضت مضمار السباقات المختلفة وأصبحت مجالاً للتفاخر بين أبناء المجتمعات المخملية وتدل على الأصالة وعمق التاريخ، وفي يومنا هذا أصبحت لها أندية خاصة وسباقات وتخصص لها هدايا قيمة، وهي من المهن المربحة للمدربين إن فازت بالمراكز الأولى يرتفع سعرها كثير. الإبل.. التفكر في كيف خُلقت وفي عظمة إبداع رب العالمين جل شأنه، فهي سفينة الصحراء بلا منازع وقاهرة الرمال وتتحمل العطش والجوع وقطعت البيد والقفار محملة بالأثقال!، وهي من حملت المصطفى صلى الله عليه وسلم للمدينة في هجرته، فإذا أصبحت في زمننا هذا مصدر دخل كبيراً للمهتمين بتربيتها، ولا سيما في مجال السباقات فلقد صرفت أموال كبيرة عليها من أجل أن تحصل على المراكز المتقدمة في السباقات السنوية التي لها جوائز قيمة وبعد الفوز تبلغ أسعارها أرقاماً كبيرة تصل الملايين، فقد يفوق ثمنها دية رهط كبير من بني البشر، وكانت فأل حسن على مضمريها في حالة الفوز إذ تنهال عليهم الجوائز من سيارات وسيوف مذهبة ورواتبهم قد تعادل رواتب المدربين للرياضات الأخرى والملاحظ أن الهجن قد سحبت البساط من تحت حوافر الخيل. الطيور ومنها الهدهد الذي حمل من مملكة سبأ لسيدنا سليمان النبأ اليقين عن مملكة سبأ وعظمتها ومن يحكمها وأنهم يعبدون الشمس من دون الله. أما في زمننا فبعض الطيور الجارحة تبوأت مكانة كبيرة مثل الشاهين والحرّ وأثمانها تُحدد حسب اللون والحجم وهي هواية جذبت الكثيرين لها، وخاصة الشباب ودخلت سباقات الحمام وتحدياتها للطيور الجارحة والأنعام الأخرى من تيوس وماعز حسب أشكالها الغريبة والمبالغة في أسعارها!. [email protected]