04 نوفمبر 2025
تسجيليشيع كثيرا بين افراد العائلات هذه الايام تبادل الصور والاخبار الخاصة واطلاع بعضهم على تفاصيل دقيقة عن خصوصيات كل منهم، غير مدركين لخطورة هذه الممارسات رغم ان اغلبهم يشكو من مشاكل اسرية مزمنة اضرارها فادحة، نسأل الله العافية.ونحن نقترب من اجازة عيد الاضحى المبارك التي اعتاد اغلبنا ان يتخذوها موسما للاسفار او تحديث اثاث البيوت او شراء الهدايا والتجوال بين الاسواق واماكن الترفيه وغيرها من مظاهر الاحتفال وتناقل اخبارها نصا وصورة، فقد اقتبست بتصرف تعليقا طريفا حول هذه الظاهرة السلبية وصفها استاذنا الداعية الشيخ محمد راتب النابلسي بتعري البيوت (راجع موقع مداد الدعوى )، عندما يكشف اهلها للاخرين عن تفاصيل حياتهم الخاصة في اليوم والليلة، حيث نعري بيوتنا ونهتك اسرار حياتنا الاسرية دون استشعار عواقب هذا السلوك.والحديث يتعلق بالعيون التي تحيط بنا فقد تكون حاسدة وحاقدة ومتربصة او احداهن، واقل اضرارها ان نكسر نفس فقير او بائس مسكين. فاذا كان نبي الله يعقوب يحذر ابنه يوسف عليهما السلام من اطلاع اخوته على رؤياه وقاية له من كيدهم، فما بالكم بغريب الدار ونبينا عليه الصلاة والسلام يحذرنا من خطورة الاصابة بالعين وانها حق بل انها من اكثر اسباب الموت بعد قضاء الله وقدره وتزيد الخطورة عند اهمال ترديد الاذكار والتحصينات الشرعية، بينما يكثر تبادل وارسال الصور والمشاهد الحية والاخبار عبر وسائط المراسلات الالكترونية:قولوا مبروك زوجي اشترى سيارة يديدةطالعة البحر مع اهلي وعيالنا. شوفوني اتسوق في الستي او المول او لاجونا...اشرايكم في اعيالي كاشخين بثياب العيد. معزومين عند بيت خالي. هاذي هدية من صديقي او صديقتي. مطبخنا الجديد، تحفة، صح؟! باي / احنا الحين في المطار مسافرين لندن.ارحموا حياتكم الزوجية وحافظوا على امنكم الاسري، اما من يدعي ان ذلك من باب اظهار اثر نعمة الله على عباده، فنقول له ان الله يحب ان يرى اثر نعمته على عبده بالعطاء والاحسان الى المحتاجين واداء الحقوق والشكر العملي، وليس بالتباهي وكشف الاسرار الخاصة على الملأ عبر الاجهزة والهواتف اللاقطة، فليس هناك اسمى من حياة زوجية واسرية مغلفة بالسرية مقدسة بالمحافظة على تفاصيلها الدقيقة كما ان روعتها تكمن انها كتاب مغلق، قارؤوه هم من سطروا حروفه باقوالهم وافعالهم.ومع اقتراب حلول عيد الاضحى المبارك ادعو قراء هذه الزاوية الى استغلال ما تبقى من ايام عشر ذي الحجة بالاكثار من الاعمال الصالحة التي يضاعف الله ثوابها في هذه الأيام الفضيلة وأحيي الجهات والمؤسسات التي ترفع نداء التكبيرات وتذكر الناس بها:الله أكبر لا اله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد. وقفة وفاءرحم الله اختنا وزميلتنا الفاضلة عائشة المهندي، وتغمدها بواسع رحمته واسكنها فسيح جناته، نعم افتقدنا برحيلها صوتا وطنيا مخلصا وقد كنا نصغي الى نبراتها المعبرة، ذات الاحساس الصادق والغيرة على الدين والأعراض، وكم كانت تقف الى جانب المظلومين واصحاب الحقوق، وتسهم بآرائها البناءة عبر برامج الاذاعة، اجل عاشت كفيفة لكنها ترجمت شعورها باسلوب مؤثر يفوق من ينظرون بلا بصيرة، وكم استفدنا من ملاحظاتها القيمة، ونحن نكتب أو نعقب.رحمك الله يا عائشة، واسكنك الفردوس الأعلى في جنات النعيم، وألهم اهلك ومحبيك الصبر والسلوان.