14 نوفمبر 2025

تسجيل

الحل في إعادة القمح للشمالية ..!!

19 سبتمبر 2013

أجمعت القوى السياسية في الولاية الشمالية على مرشح المؤتمر الوطني لمنصب الوالي وهو إجماع يشبه روح أهل الشمالية الذين يتقدمون المبادرات الوطنية دائما وأبدا.. ولا أدل على ذلك سوى تلك المبادرة والإجماع النادر الذي توافقت عليه القوى السياسية السودانية وعبر عنها ممثل تلك القوى في كلمته البليغة الضافية بأن الدكتور عبدالرحمن الخضر هو المرشح الوحيد لهذا المنصب وإنهم جميعا كأحزاب سياسية يرتضون به ويمضون معه في إدارة تلك الولاية .. وتلك هي الصورة الحقيقية للشعب السوداني الأصيل في المحكات الوطنية وذلك يعد نموذجا حيا وصورة حقيقية لما ينبغي أن تكون عليه حالنا ونحن نعالج قضايانا الوطنية، خاصة تلك المتعلقة بأن نكون أو لا نكون وتلك التي تحقق الوحدة الوطنية ووحدة الهدف التي تشكل خارطة الطريق نحو النهضة والتطور وتحرير القرار والانطلاق في آفاق التنمية .. إن الولاية الشمالية يمكن أن تشكل سلة غذاء السودان من مناخ ملائم لزراعة جميع أنواع المنتجات وعلى رأسها سلعة القمح التي تكبد بلادنا مليارات الجنيهات وتأسر اقتصادنا وتعيدنا إلى المربع الأول من قبل ربع قرن من زمان الإنقاذ الوطني تلك الثروة التي رفعت شعار (نأكل مما نزرع) وقد كان .. ولكن نتيجة لعوامل أخرى تراجعنا عن المضي على طريق تنمية زراعة القمح ودخلنا في تجارب وتحديات لإنتاج هذه السلعة في وقت تؤكد فيه الوقائع أن إنتاج القمح ومناخه هو الولاية الشمالية (ري مستديم، طاقة لرفع المياه، أرض خصبة جدا، مساحات شاسعة، مزارع يرث تكنولوجيا زراعة القمح وإنتاجه منذ ما يزيد عن السبعة آلاف سنة) .. وأننا لم نتعامل مع توطين القمح بما يستحق من اهتمام.. وهناك دول استعمارية لا تريد أن ننتج.. ولا تريد لنا أن نستقل بقرارنا أمام الحاجة إلى هذه السلعة الضرورية والهامة .. وجاء الوقت الذي دفعنا فيه المزارع إلى ترك زراعته والقناعة بالقليل من الإنتاج لتحقيق كفايته بسبب المصارف التي قادت جلهم إلى السجون وهذه واقعة معلومة.. فتركوا زراعة القمح بسبب عدم استيعاب المصارف لطبيعة السكان وكرامتهم وقدرتهم على عدم الاعتماد عليها .. وهو ما أدى بالضرورة إلى إغلاق جميع فروع البنوك التي سارعت الخطى لجني ثمار الاستثمار في الشمالية خاصة في معاملات السلم والمضاربة وغيرها من مبتدعات المصارف آنذاك.. واليوم نقول للوالي المجمع عليه من كافة القوى السياسية السودانية أعد إلى الشمالية دورها في إنتاج غذاء أهل السودان وفي تحرير قرار أهل السودان وركز جهود حكومتك على كهربة المشاريع الزراعية خاصة المشاريع الصغيرة وشجع الأفراد على الإنتاج بتيسير سبل الحصول على الحزم التقنية التي تعينهم على إحسان العمل وتحسين الإنتاج، وعدم الإسراع بالكهرباء لن يحقق للبلاد شيئا بينما الإسراع سوف يدخل مئات المشاريع الزراعية الخاصة في دائرة الإنتاج لفائدتهم وفائدة البلاد .. إننا ندفع في طن القمح المستورد أربعمائة دولار .. لماذا لا نوجه هذا الدعم لصغار المزارعين لتشجيعهم على الإنتاج بدلا من المضي في دعم المزارعين في الهند وأمريكا وغيرهما من البلاد التي عرفت الطريق نحو امتلاك ناصية هذه السلعة التي تشكل الدعامة الأساسية لاقتصاديات العالم.. أكثر من الذهب والبترول وغيرهما.. يجب إعادة النظر في تركيز زراعة القمح في الشمالية وجمع النهضة الزراعية.. توطين القمح وغيرها من الشعارات في كلمة واحدة.. دعم زراعة القمح في الشمالية ففيها الحل لجميع مشكلات السودان.