09 نوفمبر 2025
تسجيلقبل كل قول، لابد من كلمة شكر للدكتور يوسف المسلماني المدير الطبي لمستشفى حمد، على سعة صدره وبشاشة محياه عندما يدخل على مكتبه مراجع مشمرا سواعده غاضبا يكاد ينفجر من الغيظ لما واجهه من العيادات التي راجعها ولم يجد جدوى ولا حلولا لمشكلته.. الدكتور المسلماني يمتص غضب المراجع بكل هدوء ويسارع في إيجاد الحلول بعد استماعه لشكوى المراجع. (2) يحكي مواطن أنه مصاب بفشل كلوي من الدرجة الخامسة وقال له الطبيب عليك اختيار أحل الحلين والذي لا ثالث لهما، إما القبول بإجراء عملية زراعة وعاجلة إذا كان عندك متبرع، أو عملية غسيل كلوي ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع، وتتراوح كل عملية غسيل بين ثلاث أو أربع ساعات. هذا أمر الله ولا مفر من أمره. لكن المشكلة أن المريض أصيب بمرض السكري ومع الأسف لم يبلغ بذلك لأكثر من أشهر عديدة وقد يكون أكثر من سنة. عندما أبلغ المريض بأن عليه مراجعة عيادة السكري يوم 25 يوليو أعطي موعدا في النصف الثاني من شهر أغسطس، حاول المريض استعجال الموعد مع العيادة المختصة، ولم يجد تجاوبا من أي طبيب من أطباء العيادة المعنية بما في ذلك رئيس القسم الذي تم الاتصال به ويرفض حتى المناقشة وأن على المريض أن يتمسك بموعده، أو كما يقال (كول سنتر)، طبيب التغذية في مركز فهد كل عمله يسلم المريض كتيبا يحوي ما يجب عليه تناوله من المأكولات، وهذا الكتيب يمكن الحصول عليه من أي جهة، وكل ما قال به طبيب التغذية المعني للمريض عليك تجنب كل شيء أخضر وكل شيء فيه فسفور أو كالسيوم، أو...،.. قيل للمريض عليك إن كنت على عجل مراجعة الطوارئ لينظروا في مشكلة السكر، قيل لذلك الطبيب على الهاتف، في الطوارئ طبيب عام وهذا المريض يحتاج إلى أخصائي ليصف العلاج الذي لا يؤثر على الكلى، لكن دون جدوى. عند مراجعة مركز فهد قيل للمريض نحن حولناك أيها المريض إلى عيادة السكر بصفة عاجلة ومكتوب "عاجل" المريض ليس بيده دليل على ذلك لأن الأمر صدر عن طريق الحاسوب، وهكذا عاش المريض في دوامة لولا تواصل أسرة المريض بالمدير الطبي د. المسلماني، والذي أمر بحل المشكلة فورا. (3) حضر إلى المستشفى (مركز فهد) أحد أفراد أسرة المريض وقابل المختص في تلك العيادة، معلنا أنه جاء ليتبرع لأحد أقربائه بكلية، قيل له عليك أن تحضر في أول الشهر القادم أي سبتمبر، قال المتبرع المريض في حالة عاجلة، قيل ليس هنا طبيب كلهم في إجازة وسيعودون آخر الشهر. قال المتبرع أريد إجراء الفحوصات الأولية لنرى ما إذا كنت مناسبا أو غير مناسب، كرر القول، تعال أول سبتمبر، كل هذا الحديث تم في العاشر أو الثاني عشر من شهر أغسطس. المسؤول في المركز (ممرضة) قالت كل الحالات عندنا مستعجلة لكن الأطباء في إجازة ولا نستطيع عمل أي إجراء. اتجه ولي أمر المريض إلى الإدارة العامة لتقديم شكوى أو شرح حالة مريضه لعله يجد مخرجا، فكان الدكتور المسلماني في المواجهة وكعادته رحب الصدر، باسم المحيا، استمع لتفاصيل ما حدث واتخذ قرارا بتسريع الإجراءات المبدئية أي إجراءات المختبر وهكذا كان. متبرع آخر قدر له أن يحال إلى المختبر لإجراء الفحوصات المبدئية وكان ذلك آخر شهر يوليو، وطلب منه مراجعة الطبيب في آخر الشهر، أي يوم ثلاثين لإكمال الفحوصات. السؤال الذي يطرح نفسه: هل هذا معقول لمريض في حالة متقدمة أن ينتظر من تبرع له أكثر من شهر لإكمال الفحوصات؟ أليس ذلك أمرا غريبا؟ وهل يموت المريض لأن الأطباء في الصيف في إجازة؟ إنه أمر مخل بكل المعايير. (4) لحل مثل هذه الإشكاليات فإن الكاتب يقترح أن من حق المريض الذهاب إلى أي من المستشفيات العاملة في قطر المعتمدة من قبل الجهات المختصة في الدولة لإجراء الفحوصات اللازمة وربط مؤسسة حمد الطبية مع تلك المستشفيات بحاسوب المؤسسة للاطلاع على نتائج الفحوصات واعتمادها وذلك تخفيفا للزحام على مستشفى حمد وتخفيفا من معاناة المريض. آخر القول: مؤسسة حمد الطبية مجهزة بأحدث وأرقى المعدات والآلات الطبية، وأن الدولة لم تقصر في الإنفاق على هذه المؤسسة، لكن المطلوب توفير العقول المدربة تدريبا ممتازا للتعامل مع تلك الأجهزة. وخلق بيئة طبية يتعامل فيها أهل العلم على قدم المساواة. واختيار هيئة تمريضية عالية المستوى لتكمل دور الطبيب المداوي.