09 نوفمبر 2025
تسجيلتمر قطر في الوقت الحالي بأعلى درجات النهضة الاقتصادية والتعليمية والثقافية والاجتماعية، مما جعل هذه الطفرة لها العديد من الجوانب الإيجابية والتى تشهدها البلاد في كل جانب من جوانب التنمية، ولها جوانب أخرى تكاد تكون سلبية وبالأخص على الأسرة، فمع هذه التحولات فقد تحولت الأسرة الممتدة إلى أسرة نووية، وقبل النفط كانت الأسرة حريصة كل الحرص في الحفاظ على المجالس بشكل دوري ويومي وكانت تناقش من خلال هذه المجالس العديد من القضايا السياسية والاقتصادية التي تتعلق بشؤون البلاد وكان يترأسها عميد الأسرة أو القبيلة، إضافة إلى مناقشة العديد من القضايا الاجتماعية التي تتعلق بالأسرة نفسها من خلافات بين أفرادها أو مشاكل الزواج والطلاق أو مصير أبناء الأسرة وكل ما يدور بداخل الأسرة وعلاقاتها الخارجية، فضلا عن حرص جميع أفراد العائلة على الالتزام الأخلاقي والاجتماعي بهيبة وحضور عميدها وكان الجميع ملتزمون بقوانيها وعرفها الاجتماعي، وكانت تسعى من ناحية أخرى على ترويض أبنائها الشباب في إعداد وهيكلة سلوكياتهم، وتعزيز وغرس العديد من المفاهيم التي تتعلق بالرجولة والقدرة على اتخاذ القرارات من خلال الاقتداء بكبير العائلة واحترامه وتوقيره، وبالفعل نلاحظ أن هذه المجالس استطاعت أن تخرج الأجيال على قدر كبير من المسؤولية وقيادة العديد من المشاريع التربوية والاجتماعية، بفضل الالتزام بحضور المجالس، ولم نكن نسمع عن عديد من المصطلحات التي نسمعها في الوقت الحالي مع النهضة العمرانية، وانحلال العديد من المجالس وعدم الالتزام بها كالفجوة بين الأجيال الفكرية والثقافية والجيل القديم والجيل الجديد وغيرها من المسميات وإضافة إلى عدم التزام العديد من العوائل في الوقت الحالي بهذه المجالس نظراً لضغوطات الحياة العملية وانحلال الأسرة الممتدة إلى نووية وعدم حرص العديد من أفراد العائلة بغرس أهمية وحضور هذه المجالس كما كان في السابق بالصورة التي كنا نراها، وللأسف ماصرنا نسمعه عن بعض المجالس بأنه لم يحضرها أفراد العائلة إلا في المناسبات والأعياد وإذا حضروها فأصبحت تأخذ شكلا آخر، فالغالبية من الحضور بات مشغولا بأدوات التكنولوجيا وفقد الحوار والنقاش فيما بينهم والجميع متواجد من أفراد العائلة ولكنه متواجد بجسده وغائب بفكره مع الجهاز الذي يحمله في يده ولو ألقينا الضوء على شخصيات وسلوكيات العديد من الأبناء نجدها تختلف اختلافا كبيراً عن آبائهم وأجدادهم، ولذا نأمل أن تعود مجالس كبار السن بالصورة التي بناها آباؤنا وأجدادنا واستطاعوا من خلالها صناعة العديد من القرارات الحاسمة، التي ساهمت في بناء رؤية قطر في ذلك الوقت.