05 نوفمبر 2025

تسجيل

مهرجان جلجامش بالبحرين.. حراك فني (2)

19 يونيو 2015

يواصل الدكتور حسن رشيد مقالاته حول مهرجان جلجامش بالبحرين، متعرضا للعروض التي تم تقديمها بالمهرجان، والتي تنوعت عبر الأعمال التالية:(1) جزيرة أكثر بعداًمن إعداد وإخراج أحمد النجمعرض شبابي وإن لم يرق إلى المستوى المطلوب، وقد كان الأستاذ عبدالقادر مدير الإدارة في هيئة البحرين للثقافة والآثار محقاً عندما اعترف، بأنه كان من المفترض تأجيل الفعاليات، ولكن حماس واندفاع الشباب ومن ثم إصرارهم على إقامة المهرجان أحدث مثل هذه الربكة، لأن العمل الفني في مسيس الحاجة إلى العمل الجاد وبرؤية ولذا فإن هذا العمل لم يحصد الثناء مع الجهد الشبابي وأداء يوسف الحمر، ولكن في هذا العرض تلاشى تأثير عناصر العرض المسرحي في خلق حالة ممسرحة، ولم يكمل السينوغرافيا والتمثيل الصورة التكاملية حتى ينهض العرض، مع غياب الموسيقى والمؤثرات.(2) أعراس آمنة: المملكة الأردنية الهاشميةمن إعداد وإخراج الدكتور يحيى البشتاوي، عن رواية الأديب والشاعر إبراهيم نصر اللههذا عمل احترافي من خلال المبدعة نهى سمارة وزير جليل وتكاملية عناصره، استحوذ هذا العرض على اهتمام الجميع وحصد جائزة المهرجان، كأفضل عرض- بالإضافة إلى جائزة "أفضل تمثيل ثنائي" ولكن من المؤسف أن يتم مقارنة هذا العمل بالجهد الشبابي ومعظمهم من هواة المسرح ولكن نظراً لعدم وجود لوائح للمهرجان، فقد كنا كلجنة تمارس سلطاتها في أول دورة أمام إشكالية، حول كيفية العمل، عمل اللجنة، ولكن هذا العمل من ضمن أفضل عروض المهرجان، نصاً وأداءً، خاصة في قدرة الممثلة والممثل في القدرة على تقمص أداء النموذج أولاً والتلوين في الأداء الصوتي والإلقاء، ومخارج الحروف، والحفاظ على اللغة، والحضور فوق خشبة المسرح، نموذج حي لهذا الفن المسرحي "الديودراما".(3) النقال: مملكة البحرينتأليف المسرحي البحريني الكبير- عبدالله السعداويإخراج: محمد بهولعرض لم يرق إلى المستوى المأمول.. ولكن ما يحسب للعمل الجرأة في خوض غمار التجربة.. وهؤلاء الشباب في مسيس الحاجة إلى مشرف مسرحي متمكن من أجل التوجيه والإرشاد لأن حسن النوايا لا يخلق حراكاً متميزاً.(4) لعبة الموتعن نص توفيق الحكيمإخراج: عبدالرحمن فقيهيتمثيل: روعة- أحمد السادةأفضل ما في هذا العرض السينوغرافيا- والأسوأ تحطيم اللغة العربية على شفاة المؤدين.أهم ركيزة اختيار النص الجيد أولاً، والاشتغال على الممثل، العنصر الأهم والأبرز والأغير في مسار المسرح لأن الممثل حلقة الوصل بين الرسالة والمتلقي، وفق ما حدث فجوة ما، حتى وإن كانت بسيطة تلاشي تأثير العرض، كان الوسيط الحي، اللغة مفقوداً من خلال الهنات اللغوية.(5) ضجة في منزل باردي- سلطنة عماناستحضار لنموذج غريبي، هو الشاعر الفرنسي- رامبو- واحدة من أفضل العروض، مع عرض (عرس آمنة) الأردني تميز المخرج بقدرته على خلق الأجواء المناسبة، وكان المؤدون على ذات القوى وهم "نادية عقيل ودرويش ناصر" وإخراج سعيد أسعد عامر.عرض جميل أقنع الجمهور وحصد جائزة الإخراج مناصفة مع العرض البحريني "سيكوباتي".الأجمل خروج المسرح العماني من الأطروحات المحلية المرتبطة بالطقوس والمضامين الاجتماعية المحلية إلى عوالم أخرى، وأعتقد أن دور المؤلف الشاعر العراقي عبدالرزاق الربيعي واضح وجلي، كما أن الأداء قد ابتعد حقاً عن النمط السائد عن الممثل العماني، إلى المجال الأرحب، بمعنى أن الأداء لم يخلق إلا إطاراً تكاملياً للعرض الجميل والمتميز.