08 نوفمبر 2025
تسجيلمرسي رئيساً لمصر.. هكذا تقول آخر الإحصائيات القوية التي جعلت حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لحركة الإخوان المسلمين والمنتمي له محمد مرسي يعلن وبالأرقام والنسب إن مرشحهم هو الرئيس القادم إلى مصر وإن لا أمل لشفيق سوى الإقرار بالهزيمة وأنه يعد من الفلول التي لم تحظ بمباركة الشعب المصري الذي مايزال يجد في النظام السابق حقبة زمنية سوداء يدعو الله ألا تتكرّر أبداً!.. إذن مرسي الرئيس ولكنه يفتقر لدستور صريح يحدد أولوياته وربما صلاحياته طوال فترة حكمه القادمة التي بدأت فعلياً اليوم كما يفتقر لأي قرار يمكنه أن يمسّ أمن الوطن وحدوده ما لم يرجع للمجلس العسكري الذي يرأسه طنطاوي الذي سيعود لدائرة الضوء قبل أن يلقى بنظري مصيراً يشبه جزءاً كبيراً من مصير السادات إن ارتبط المجلس العسكري بالنظام الحاكم في مصر لاسيما أن الإخوان المسلمين لديهم تجربة مريرة في عهد الرئيس الراحل عبدالناصر!.. وأنا هنا لست لإفزاع القارئ المصري الذي لربما يحتاج إلى تطمينات كبيرة و(طبطبة) حنونة لاستقبال ما يمكن وصفه بأنه الأسوأ خصوصاً وإنه من المحتمل أن تقع مصادمات عنيفة بين (فلول) شفيق و(إخوان) مرسي وهذا ما لا تتحمله العافية المصرية المنهكة منذ الخامس والعشرين من يناير 2011 الموعد الذي انطلقت منه الثورة وقلبت الحكم على رأس مبارك وعائلته باعتبار إن جزءاً من نظامه بقي على شكل (المجلس العسكري) وآخرون (طلعوا براءة) بينما خرج من فلوله من سابق على كرسي الحكم ويبدو أن سمعة النظام (سيئة الرائحة) هي من أخرجته إلى الأبواب الخلفية التي دخل منها بالأمس لترشيح نفسه للرئاسة!.. ورغم أن الأرقام باتت تشير وبقوّة ضاربة إلى اكتساح محمد مرسي لأصوات الناخبين فإن الشعب المصري لايزال يكرّر مقولة ( هذا مَن سيتقي الله فينا والإخوان أقرب إلى الله من اليساريين والعلمانيين) في ترحيب واسع لمن عليه فعلاً أن يتقي الله في شعب عانى الفقر وهو في أغنى الدول ومارس التسوّل وهو الكريم في أرضه وهو الأجدى بأن يجد في رئيسه مَن يعيد له كرامته وعزته وقوت عياله الذي ذهب في الرشاوى والوساطات وتقبيل الأيادي وغيرها مما جعل شعب مصر يعيش فيه فئة الغني الذي لا حد له في ماله والفقير الذي لا حد له في افتقاره للمال!.. من حق هذا الشعب أن يلقى أبناؤه العمل والمنزل وحق الحياة الذي منحه مبارك لأتباعه وحرم منه الملايين ممن يحسبون عليه شعباً!.. وإلى حين ترؤس مرسي فعلياً وهذا القرب فعلاً تبقى الأمنيات معلّقة بأن يسخر لمرسي بطانة صالحة تعينه على مسؤوليات الحكم فهو وإن وجد في الأمر في بدايته تكليفاً فحتماً وحين يخوض بثقله في عمق كرسي الرئاسة سيراه تشريفاً وحينها ندعو الله أن يبقى الشعب يكرّر مقولته (هذا مَن سيتقي الله فينا وهو الأقرب إلى الله)!!. فاصلة أخيرة: مصر.. ستنهض بمرسي أو بغيره.. لأن من خلق مصر حتماً لن يضيعها!