07 نوفمبر 2025

تسجيل

صغار.. ولكنهم كبار

19 مايو 2024

هم أطفال غزة الذين استضافتهم دولة قطر على أرضها مع أسرهم للعلاج اثر ما خلفته الحرب الاسرائيلية على أجسادهم الطرية من جروح وكسور بَصمَت على أجسادهم، لتؤكد الخزي والهمجية الصهيونية والافلاس الصهيوني في فقدان القدرة على تحقيق الهدف في الوصول إلى كتائب القسام لتوجه صواريخها ودباباتها إلى أجساد الأطفال والنساء. بلا ذنب ولا خطيئة. …. استوقفت عند لهجة ولغة هؤلاء الأطفال الصغار في أبدانهم، الكبار في عقولهم، وفي كلماتهم وارادتهم وعزيمتهم، مباشرة في مؤتمر القيادات النسائية الدولي لدعم المرأة والطفل الفلسطيني شعاره «الأمان حقي» والذي عقد يوم الأحد 12 مايو 2024 أمثال «رمضان أبو جزر، وخلود الدحدوح، ودانه محمد أسعد «سلاحهم الحجة والكلمة والعزيمة والصمود، مفرداتهم مسطرة من دماء الأطفال الشهداء، يسردون الأحداث الدامية في موقع الحدث بكل ثبات واصرار بالمواجهة واستمرارية الحياة، الطفل الفلسطيني الذي لقب بمعجزه الشعر «رمضان أبو جزر» نموذج للاصرار والتحدي بالبقاء والثبات على المواجهة والذي استحوذ على الوسائل الاعلامية بلغته الشعرية الفصيحة، وفي قلب الحدث يتحدث بكل ثقة شعاره حب الحياة ومواجهة العدو لتحقيق الأمنيات واستمرارية الحياة في احدى مقابلاته الاعلامية للجزيرة من خلال لغته الشعرية قال بكل ثقة: انظر الى عقل الفتى لا جسمه... فالمرء يكبر بالفعال ويصغر لذلك أصبح الأطفال الاستهداف الأول في حرب الإبادة الصهيونية، لاستئصال الجيل القادم من الفلسطينيين. …. إنهم صغار بأجسادهم، كبار بعقولهم ولغتهم، صنعتهم الظروف القاسية، اختزلت من أعمارهم جماليات الطفولة، يوميا يشاهدون المجازر الاسرائيلية الهمجية، وأمامهم تدك البيوت بسكانها والمدارس بطلابها، دون هوادة ولا تمييز، والاعتقالات الجماعية بلا توقف، ضرب ورعب وقلق وترقب وفرار، ارتوت أرضهم بدماء الشهداء الطاهرة آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم وأقرانهم صراخ هنا وجرحى هناك وأصوات الصواريخ المرعبة تدوي في آذانهم، كيف لا تخلق تلك الظروف الحربية القاسية الدامية عقولا شامخة وصلت للعالمية بقدراتها ومواهبها، في الوقت الذي يواجه هؤلاء الأطفال الحرب القاسية البربرية الصهيونية، وترتفع أصواتهم بمناشدة حكام العالم العربي والاسلامي بالمساعدة والمواجهة والمقاطعة وايقاف الحرب، تعقد القمة العربية الـ33 في البحرين بتاريخ 16مايو بأحلامهم وآمالهم بوحدة عربية مشتركة جادة في التعامل مع الكيان الصهيوني وحلفائه لإيقاف النزيف الدموي وإيجاد الأمان للطفولة، والتي مع - الأسف - خرجت بتوصيات لا تسمن ولا تغني من جوع، يحملون معهم خفي حُنين، لم تشف غليل من يعيش نيران المعركة، هنا قمة عربية لوقف العدوان الاسرائيلي، يوازيها ابادة جماعية مستمرة، خزي وخيبة وتناقضات حين تكون القمة مجرد أقوال وليست أفعالا، حين ما يدار فوق الطاولة من توصيات وما يدار تحتها من علاقات اقتصادية وتطبيع، لا تغيب عن العقل العربي، خيبت الآمال في عدم اختلافها عن سابقتها.