08 نوفمبر 2025

تسجيل

صاحب السمو يخاطب منتدى الدوحة

19 مايو 2017

افتتح حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى منتدى الدوحة في دورته السابعة عشرة بخطاب جامع شامل عن التنمية والاستقرار وقضايا اللاجئين والإرهاب وقد شارك في المنتدى رؤساء دول وحكومات ووزراء من أكثر من سبعين دولة .(2)كان خطاب سموه جامعا شاملا لقضايا الساعة عربيا ودوليا ، تناول سموه مسألة اللاجئين وقال : " إن مسألة اللاجئين ناجمة بحكم تعريفها عن فعل سياسي سواء أكان حربا أم عمليات اقتلاع وتهجير قسري ولا يجوز لنا حتى أن نفترض أن هذه مسألة طبيعية مسلّم بها " ودعا سموه المجتمع الدولي إلى تضافر الجهود من أجل إيجاد الحلول الجذرية العادلة والمستدامة لهذه النزاعات المولدة للاجئين وتخفيف معاناتهم .كأني بسموه يتحدث عن اللاجئ الفلسطيني ، والعراقي والسوري الذين اجتثوا من أوطانهم بفعل القوة المسلحة، هُجّروا إلى خارج ممتلكاتهم وأرضهم من قِبل النظام الذي يحكم البلاد كما هو حال الشعبين العراقي والسوري الشقيقين. سؤال، من هجّر الملايين من الأبرياء العراقيين والسوريين واليمنيين من أوطانهم ؟ ألم يكن حزب الدعوة الطائفي البغيض الحاكم في بغداد ، أو بعبارة أخرى الائتلاف الطائفي البغيض هناك ؟ وفي سورية الحبيبة ،أليس مرتكب جريمة القتل والتهجير لملايين من الشعب هو بشار الأسد وعصابته ؟ ومن هجر الفلسطينيين من وطنهم أليس العدوان الصهيوني ؟ ثلاثة نماذج من القوى الحاقدة قامت وتقوم بعملية التهجير القسري للمواطنين أصحاب الحق .إسرائيل عدو توسعي استعماري استيطاني يريد إقامة دولة في قلب الوطن العربي على أشلاء الشعب الفلسطيني الشقيق تحت دعاوى تاريخية مزعومة لا تستند إلى حقائق التاريخ ، إنها دولة تحت التكوين غريبة الوجه واللسان ونحن قادرون عند سقوط الخونة من بين صفوفنا على إزاحة هذه الدولة التي لا تنتمي إلى المنطقة إطلاقا .لكن حكام دمشق يدعون أنهم سدنة العروبة وقادة المقاومة والممانعة ينتهي بهم المطاف إلى حرب ضروس ضد الشعب السوري الشقيق من أجل أن يبقى بشار يحكمهم . والحال في العراق الشقيق لا يقل شراسة عن حكام دمشق اليوم، بل إنهما يتنافسان أيهما أكثر عنفا ضد الشعب في بغداد ودمشق .(3)تناول سموه في خطابه موضوع التنمية والاستقرار ، وراح يعرِّف مفهوم التنمية قائلا : " إن التنمية بمفهومها الواسع تستهدف النهوض بالإنسان وتحقيق الاستقرار للمجتمع ، ولا يمكن للتنمية أن تتحقق أهدافها إلا من خلال الحكم الرشيد وسيادة القانون ومكافحة الفساد والظلم وإعلاء وترسيخ القيم الإنسانية وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة ." وأكد سموه أن دولة قطر تولي اهتماما كبيرا بتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية التي تتماشى مع الأهداف الإنما ئية العالمية المتفق عليها . المجال لا يتسع للكاتب هنا لسرد ما تحقق داخليا في دولة قطر في مجال تنمية الموارد الاقتصادية، والاجتماعية والبشرية ، يمكن القول دون تحفظ بأن دولة قطر تسابق الزمن في تحقيق أعلى مراحل التنمية في مجالاتها المختلفة آنفة الذكر في زمن قياسي .لقد تناول سموه في خطابه المعني موضوع الإرهاب وقال بأوضح الكلمات المعبرة : " إن الإرهاب والتطرف ظاهرة عالمية لا ترتبط بمجتمع أو شعب أو دين دون آخر ." ولكي يتم القضاء على الإرهاب فإن الأمر يقتضي تعاونا دوليا واستراتيجية ملزمة لمجتمع الدول للتصدي للظروف والأسباب المؤدية للإرهاب . والرأي عندي أن من أهم الأسباب لهذه الظاهرة المقيتة ،الإرهاب ،هو الظلم الذي يمارسه الحكام على شعوبهم ونماذج ذلك الظلم تدعونا إلى الالتفات إلى ما يحدث في العراق وسورية وليبيا واليمن . فلو لم يكن هناك ظلم ما رأينا ما يحدث لشعوب الدول آنفة الذكر ، والفساد بكل معانيه الذي يعشش في أجهزة النظام السياسي والاعتداء من قبل أزلام الأنظمة على حقوق الإنسان المادية والمعنوية ، والاستبداد السياسي ، وانعدام العدل ،وغير ذلك من الأسباب .(4)إن إرهاب الدولة يشكل أعلى مراحل الإرهاب ، فالنظام السياسي في حقبة الجنرال عبد الفتاح السيسي في مصر يمارس إرهاب الدولة بكل معانيه على مواطنية بأعلى صورة ، فالسجون في مصر مملوءة بسجناء الرأي ، وملاحقة المواطن المصري بكل عنف تحت مظلة مكافحة الإرهاب كما هو الحال في سيناء ، فلو أوجد النظام المصري تنمية حقيقية في سيناء وقضى على الفقر والمرض وحقق العدالة بين الناس لما حدث ما يحدث اليوم ليس في سيناء وحدها بل في كل أرجاء مصر . وإسرائيل تمارس إرهاب الدولة على أصحاب الحق في فلسطين ناهيك عن ممارسة حكام بغداد ودمشق لإرهاب الدولة على مواطنيهم. .حكومة بورما (ميانمار ) تمارس الإرهاب بالقتل والتشريد والملاحقة والتهجير على فئة من شعبها المعتنقين للديانة الإسلامية ،ولا احتجاجات من قبل الدول الإسلامية على ممارسة بورما ( ميا نمار ) ضد مواطنيها من المسلمين ، لقد أثير هذا الموضوع في المنتدى من قبل الكاتب في سؤال طرح على مساعد وزير الخارجية البورمي : لماذا تشنون حرب إبادة وتمارسون الإرهاب والتهجير القسري على مواطنيكم من المسلمين ؟ لم يستطع الإجابة أمام الجمهور وصفق الكل على ما أثاره الكاتب بشان مسلمي ميا نمار . والسؤال هنا لماذا في الدول العربية و الإسلامية لا يثيرون هذه الأعمال الإرهابية ضد مواطني ميا نمار من المسلمين ، ولماذا تتكاثر استثمارات العرب في تلك الدولة التي تمارس الإرهاب على مواطنيها من المسلمين . آخر القول :الغرب هو أول من مارس إرهاب الدولة على شعوب غير شعوبهم ، فلا ننسى إرهاب إسرائيل خارج حدود فلسطين ،ولا ننسى احتلال أمريكا للعراق 2003 وما فعلت برجاله ، نماذج كثير أستطيع ذكرها لكن المساحة هنا لا تسمح . وفي انتظار وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية هذا الأسبوع والالتقاء بأكثر من خمسين رئيس دولة إسلامية فماذا عساه أن يقول ؟.