12 نوفمبر 2025

تسجيل

يوم إنشاء كيانهم..ذكرى نكبتنا

19 مايو 2016

بدأت احتفالات الكيان بمناسبة ذكرى إنشائه الـ68. إقامة إسرائيل هي نكبتنا الفلسطينية العربية الإنسانية. بعد 68 عاما. ليس من الصعب على المراقب أن يلاحظ وبلا أدنى شك، أن جملة التطورات التي حدثت على الصعيدين الرسمي والاجتماعي. في المدى المقارب لما يقارب سبعة عقود زمنية منذ تشكيلها، تتلخص في الجنوح مزيدًا نحو اليمين والعنصرية..ذلك أن الإيديولوجيا الصهيونية ذات الجذور التوراتية. ما زالت هي الأساس والمنبع للسياسات الإسرائيلية في المناحي المختلفة. أي أننا أمام صورة أبقت على المضامين كأهداف إستراتيجية (ومنها تلك التي ما زالت تطرح في الإطار الشعاراتي السابق لها) على قاعدة تعزيز هذه الشعارات مثل: "يهودية الدولة" و"عقيدة الأمن الإسرائيلي". أما بعض الأهداف الإستراتيجية الأخرى فقد بقيت تحمل نفس المضمون، ولكن مع اختلاف بسيط في نمطية الشعارات المطروحة لتحقيقها. مقارنة بـمثيلاتها لدى ترسيم ولادة الدولة. هذه الشعارات أخذت تبدو وكأنها أكثر مرونة لكنها المرونة التكتيكية التي لا تتعارض مع الجوهر، بل هي تتواءم وتصل حدود التماهي معه، ولكن مع الحرص على إعطائها شكلًا انتقاليًا جديدًا للتحقيق...وذلك لاعتبارات سياسية وإقليمية ودولية تحتّم هذا الشكل الانتقالي، ولكن على قاعدة الاتكاء على ذات الإيديولوجيا..فمثلًا فإن الهدف من إنشاء "دولة إسرائيل الكبرى" والذي كان مطلبًا ملحًا ما قبل وعند إنشاء الدولة...أصبح بفعل المستجدات السياسية الموضوعية. مسألة صعبة التحقيق إن لم تكن مستحيلة في الظروف الراهنة..وبالتالي فإن السيطرة تحوّلت من الشكل المباشر عبر الاحتلال إلى شكل آخر غير مباشر، وهو السعي لتحقيق ذات السيطرة من خلال السيادة والهيمنة الاقتصادية والسياسية، لذا فإن الخلفية التي أصبحت تتحكم في النظرة الإسرائيلية إن على صعيد رؤية الذات. كالدولة الأهم في المنطقة! أو على صعيد العلاقة مع الدول العربية والإقليمية. تقوم على نظرية السيادة والتسيّد المطلق. أما لماذا التحوّل من شكل الهيمنة الجغرافية إلى الأخرى الاقتصادية – السياسية. فإن ذلك يعود إلى: أولًا: وجود عقبات فعلية في تطبيق المشروع الصهيوني جغرافيا. لأسباب خاصة باليهود أنفسهم، فالخطة الصهيو-إسرائيلية بتهجير كافة يهود العالم إلى إسرائيل واجهت وما زالت تواجه مصاعب كبيرة. بالتالي فإن أي احتلال إسرائيلي لمناطق جغرافية جديدة يلزمه بُعد ديموغرافي عسكري. وهو ما يفتقده الكيان. ثانيًا: العامل الفلسطيني ذاته، والذي عبّر عن نفسه أكثر بالمقاومة الفلسطينية بكافة أشكالها. وبخاصة العسكرية منها، الذي فرمل الحلم الصهيوني من جهة، ومن جهة أخرى عمل على الحد من الهجرة اليهودية إلى الكيان، كما أسهم في رفع وتيرة الهجرة المعاكسة منه نتيجة لانعدام الأمن. ثالثًا: عوامل شعبية عربية بالضرورة. فاصطفاف الجماهير العربية مع القضية الفلسطينية واعتبارها قضيتها الرئيسية، وفشل التطبيع معها. كما الرفض الرسمي الصهيوني لما يسمى بـ"مبادرة السلام العربية" إضافة إلى العدوانية الصهيونية الدائمة على الفلسطينيين والعرب. كل ذلك وغيره يعلق الجرس في أذهان العرب على الخطر المستقبلي الصهيوني عليهم. رابعًا: عوامل دولية فإذا ما استثينا الاحتلال الأمريكي الذي قام في العراق (وما زالت آثاره باقية) وأفغانستان. فإن الاحتلال الوحيد الذي بقي في القرن الواحد والعشرين هو الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وعلينا ألا ننسى ما قاله رابين في حياته. للصحفي الإسرائيلي حاييم بار: "إن اضطراري لتوقيع اتفاقيات أوسلو في أحد جوانبه يتمثل: في شكي في القدرة القتالية الحالية لجيش الدفاع الإسرائيلي". رابين أيضا وبعد احتلال الأراضي العربية في حرب عام 1967. قال في مذكراته "لقد بكيت عندما رأيت الأراضي الواسعة التي قمنا باحتلالها... لكني تساءلت في ذات الوقت كم هو صعب علينا الاحتفاظ بها". يوم قيام إسرائيل كما الدولة ذاتها سيندثران من الوجود. دولة قامت على اغتصاب أراضي الغير -تماما كالسرطان الذي يغزو الجسم- لا يمكن إبراء الجسم إلا باجتثاث السرطان من الجسد. الكيان هو عدة سرطانات معا. مثل هذه الدولة ستنهار أو ستزال عنوة. إن آجلا أو عاجلا.