14 نوفمبر 2025
تسجيلمباراةُ اليومِ بينَ السدِّ ولخويا ليستْ كسواها، فالفريقانِ يتنافسانِ بروحٍ عاليةٍ من الشعورِ بالـمسؤوليةِ الوطنيةِ نظراً لتَشَرُّفِهِـما بتمثيلِ بلادِنا في دوري أبطالِ آسيا، ولإدراكِهِما أنَّ مباراةَ الذهابِ بينَهُما في الدورِ ثُـمْنِ النِّهائيِّ تعني فرصةً لاستمرارِ تواجُدِ الكرةِ القطريةِ على خارطةِ البطولةِ، وإمكانَ تحقيقِ تَقَـدُّمٍ في الأدوارِ التاليةِ، مما يجعلُنا نُشَجِّـعُ كِـلَـيْهِـما، ونتمنى الفوزَ للأفضلِ فيهما أداءً فنياً وروحاً رياضيةً. السدُّ الذي يحملُ تراثاً ضخماً من الإنجازاتِ الكرويةِ، والـمُحاطُ بقلوبِ قاعدتِـهِ الجماهيريةِ الكبيرةِ، ولخويا القادمُ مُفْعماً بروحِ الإنجازِ، تملؤهُ الحماسةُ للحفاظِ على الأَلْـقِ الذي احتَضَنَ اسمَـهُ بعدَ إحرازِهِ بُطولَـتَيْ الدوري وكأسِ قطر، كلاهما خصمٌ لا يُستهانُ به، وبخاصةٍ أنَّ الهدفَ أكبرَ من كونِـهِ مجردَ تنافُسٍ لتحقيقِ الفوزِ، وإنَّما هو سِـحْـرُ عَبيـرِ اسمِ بلادِنا الذي سيتشرفُ كلاهما بنَـشْرِهِ في الـملاعبِ التي ستشهدُ الـمبارياتِ القادمةَ في البطولةِ.نتمنى على الفريقينِ أنْ يكونَ الأداءُ في أرْفَـعِ صُوَرِهِ فنياً، وأقواها روحاً قتاليةً، وأسْماها انضباطاً بالأخلاقِ الرياضيةِ. ونأمَلُ أنْ يكونَ فوزُ أحدِهِـما دافعاً لكليهما لبذلِ أقصى الجهدِ في الـمبارياتِ القادمةِ بحماسةٍ تمتزجُ بحبِّ بلادِنا، ورغبةٍ في خَـفْـقِ رايتِـها بشُموخٍ في هذه البطولةِ القاريَّـةِ. ولابدَّ أنْ نُشيرَ إلى أنَّ الـمستوى الفنيَّ في الـمباراةِ سيكونُ عاملاً نفسياً مهماً في حَثِّ الجماهيرِ على متابعةِ مبارياتِهما ومؤازَرَتِهِـما فيها.مِـنْ جانبٍ آخرَ، ندعو إداراتِ أنديتِـنا الرياضيةِ إلى الإيعازِ لروابطِ الـمُشجعين فيها على وجوبِ التَّـواجُدِ في الـملعبِ وحضورِ الـمباراةِ رافعينَ رايةً واحدةً هي عَلَـمُ بلادِنا. وهذه ليستْ مطالبةً أو تَـمَـنٍّ، ولكنها تعبيرٌ عن الدورِ الواجبِ أنْ تقومَ الأنديةُ بِـهِ كقلاعٍ وطنيةٍ ذاتِ دورٍ عظيمِ الأهميةِ في تعزيزِ الشعورِ الوطنيِّ العابرِ للتَّعَصُّبِ لنادٍ بعينِـهِ، وجانبٌ تطبيقيٌّ عَمَلِـيٌّ يعكسُ التزامَها بترسيخِ مفاهيمِ الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ في مستوياتِها الوطنيةِ العُليا. وسيكونُ صدى قيامِها بذلك كبيراً في شارعِـنا الرياضيِّ، ونتائجُهُ الإيجابيةُ ضخمةً على مساعينا لغَـرْسِ الشعورِ بالتلاحُمِ في نفوسِ الناشئةِ والشبابِ. كم هو رائعٌ لو كانتِ الـمباراةُ مناسبةً لـمخاطبةِ الخارجِ، الذي يتابعُ بدقَّـةٍ جهودَنا الجَبَّارةَ في إعدادِ الـمجتمعِ وإنسانِهِ الـمواطنِ لاحتضانِ مونديالِ 2022م، بمدى اتِّساعِ القاعدةِ الجماهيريةِ الكرويةِ الـمُتَـمَـدِّنَةِ الـمُنضبطةِ بالروحِ الرياضيةِ وأخلاقِها الرفيعةِ، وذلك من خلالِ الحضورِ الجماهيريِّ في الـملعبِ، الذي سيكونُ عنصراً داعماً إعلامياً لخطابِـنا الـموندياليِّ الـمُزدانِ بنجاحاتٍ عظيمةٍ حَقَّقها على كلِّ الصُّعُدِ. وهو ما يدفعُنا لدعوةِ الجميعِ إلى تَـنَـفُّسِ عبيرِ اسمِ بلادِنا الحبيبةِ في الـملعبِ اليومَ، والشَّـدْوِ باسمِها الغالي في تشجيعِ الفريقينِ.كلمةٌ أخيرةٌ:كثيرةٌ هي الأمورُ التي تمتزجُ بأسمى مشاعرِنا الوطنيةِ، إلَّا أنَّ الرياضيةَ منها لها وَهَجٌ أكبرُ لأنَّـها تعبيرٌ مباشرٌ وعفويٌّ عن انتمائِـنا الراسخِ لبلادِنا، وامتزاجِ أرواحِـنا بترابها الحبيبِ.