13 نوفمبر 2025

تسجيل

متفوقات رغماً عن أنوفنا

19 مارس 2019

عشت في منطقة الخليج سنوات أطول من تلك التي عشت فيها في وطني، ومعظم تلك السنوات في قطر، لدرجة أنني أعرف تضاريس الدوحة أكثر من معرفتي بتفاصيل الخرطوم، وكتبت مرارا، وسأظل أكتب عن اعجابي المتنامي بالمرأة القطرية، بسبب القفزات التي حققتها في المجالات الأكاديمية، أولا ثم العمل العام في السنوات العشرين الأخيرة، ورغم نفوري من الامتحانات كطالب ومدرس وأب، إلا أنني أحرص على متابعة نتائج الشهادة الثانوية العامة عاما بعد عام، وكما أتوقع، لم «تفشّلني»، الفتيات القطريات قط، فقد انفردن بالسيطرة والسيادة في الساحات الأكاديمية، بينما سيطر بعض الفتيان على المولات ومجمعات التسوق والشوارع التي تعينهم على إثبات قلة العقل بالدوران بالسيارات تحدياً لقوانين المرور وقانون الجاذبية، فنتائج الجامعات والشهادة الثانوية تؤكد أن الفتيات أكثر جدية وأفضل استيعاباً من نظرائهن الفتيان، ومن المعلوم أننا نفسد أولادنا بإعطائهم هامش حرية مفتوحا منذ دخولهم مراحل المراهقة، والحرية هنا ليست حرية التفكير والتعبير، بل حرية الصياعة والصرمحة، بينما تعيش البنت في ظل قوانين الطوارئ حتى تدخل بيت الزوجية، وإذا كان الزوج عنتريا فإنها تعيش في ظل الطوارئ من المهد الى اللحد، ويكون متنفسها التفوق الدراسي أو المهني إذا أتيحت لها فرصة العمل المناسبة. وقد أثبت العلم الحديث أن دماغ المرأة به خلايا عصبية أكثر تجعلها متفوقة في القراءة والتحدث، ويفسر هذا لماذا ننهزم نحن الرجال في أي حوار مع زوجاتنا، ونضطر إلى اللجوء إلى البلطجة اللفظية والجسمانية لتغطية إفلاس منطِقِنا، وفوق أنها تتمتع بنظام أفضل للإرسال، فإن أنظمة الاستقبال (السمع) عند المرأة تتميز أيضاً بالكفاءة، ولهذا تكون غارقاً في النوم وزوجتك تشخر بعد أن سدت الكبسة قنوات التنفس لديها، وفجأة تضربك على صدرك بقوة لأنها سمعتك وأنت تحلم وتهذي بأشياء تثبت أن عينك زائغة، ويصعب عليك نفي التهمة عن نفسك، بينما هي قد تسجل هذيانك في هواتف آخر الزمان وتقدم لك دليل إدانتك. وتبدأ حاسة السمع عند الرجل في التدهور في نحو سن الـ 32، بينما تبقى أُذن المرأة فعالة حتى الأربعين، والإصابة بعمى الألوان بين النساء قليلة، ولهذا فإن ذوقهن في اللبس أفضل، ولولا أن زوجتي تضحي بجزء من ساعات نومها لاختيار ملابسي قبل خروجي للعمل، لأصبحت أضحوكة في مكان العمل بسبب عمى الألوان وفساد الذوق الذي يجعلني ارتدي زوجين من الأحذية «كل واحد من بلد»! كما أن المرأة بحاسة شم حادة، وذات مرة أصبت بدوار بعد وصولي إلى مكتبي بقليل، فهرع زملائي لنجدتي، ووضعت إحدى الزميلات عطراً على أنفي ووجهي (بينما كان الزملاء الذكور يبحثون عن بصلة)، واستعدت الوعي في المستشفى، ثم واصلت العمل لـ 8 ساعات ثم عدت إلى البيت، وكانت أم الجعافر في المطبخ الذي كانت تفوح منه رائحة سمك مقلي، فإذا بها تصيح: أين كنت يا قليل الحياء؟ كمان جاي معطّر؟ كدت أن أدخل في غيبوبة ثانية وشرحت لها ما فعلته الزميلة عندما فقدت الوعي لبعض الوقت، وأبرزت لها ورقة تثبت أنني كنت في المستشفى فعفت عني مشكورة. وهرمون الإستروجين يجعل مفاصل المرأة أكثر مرونة، ولهذا تستطيع أن تتجول في السوق لست ساعات يومياً، طوال أسبوع كامل لإجراء دراسات مقارنة، توطئة لشراء طرحة بخمسة ريالات مثلاً، كما أن قناة المرأة الهضمية تعمل ببطء أكثر مما يتيح لجسمها وقتاً أطول لامتصاص المواد المغذية، ولهذا السبب فإنه لا تصدر عنهن أصوات «باااااع» النشاز التي تلازم الرجال بعد كل وجبة، وفي هذا الصدد أيضاً لابد أن نذكر أن النساء أفضل رائحة من الرجال حتى دون عطر، لأنهن أقل إنتاجاً للعرق بسبب قلة غددهن العرقية، ولهذا تجد أن رائحة امرأة تطبخ الفسيخ، أفضل من رائحة رجل يطبخ جلي الفراولة!. [email protected]