12 نوفمبر 2025

تسجيل

المدن الخليجية تستحق ترتيبا أفضل

19 مارس 2016

لم تحل أي مدينة خليجية ضمن قائمة أفضل 50 مدينة في العالم على مؤشر ميرسر لجودة المعيشة لعام 2016. فأفضل نتيجة لأي مدينة عربية هي المرتبة رقم 75 لمدنية دبي، ما يعني التراجع مرتبة واحدة عن تقرير 2015.يتميز مؤشر ميرسر بتوفير مقارنة لعدد كبير من المدن في العالم، إذ شمل بحث تقرير 2016 دراسة أوضاع أكثر من 440 مدينة، لكن تم توفير الترتيب إلى 230 مدينة. كما تتميز الدراسة باعتمادها على نحو 40 متغيرا مجمعة في 10 فئات.يتأمل التقرير بصورة جوهرية في تأثير العوامل المستخدمة بالنسبة إلى معيشة المغتربين أو العمالة الوافدة عبر:1- البيئة السياسية والاجتماعية مثل الاستقرار السياسي والجريمة وتطبيق القانون.2- البيئة الاقتصادية مثل أنظمة صرف العملات والخدمات المصرفية.3- البيئة الاجتماعية والثقافية من قبيل الرقابة والقيود على الحريات الشخصية.4- الصحة، ولاسيما الوصول إلى الخدمات الطبية، إلى جانب جودة الهواء وانعدام التلوث.5- التعليم مثل توافر المدارس الدولية.6- الخدمات العامة والنقل من حيث استدامة الكهرباء والمياه، فضلا عن الازدحام المروري. 7- الترفيه مثل الرياضة وتوافر أدوار السينما والمسارح.8- السلع الاستهلاكية وخاصة وجود المواد الاستهلاكية اليومية.9- السكن من حيث توافر خيارات استئجار المساكن، والأجهزة المنزلية وخدمات الصيانة. 10- البيئة الطبيعية وخاصة الكوارث.الشيء المؤكد هو أن العالم تحول إلى قرية، ولدى الأفراد والمؤسسات إمكانية اختيار الأماكن للتجارة والعمل من بين مئات المدن الواقعة في نحو 200 دولة. لا غرابة، فالمنافسة على أشدها بين المدن العالمية لجذب والمحافظة على أصحاب المواهب، لما لذلك من انعكاسات على الاقتصاديات المحلية ونمط وجودة المعيشة والتقدم في المجالات المختلفة.وفيما يخص أداء مدن مجلس التعاون الخليجي بشيء من التفصيل، حلت كل من دبي وأبوظبي في المرتبتين 75 و81 على التوالي أي ضمن أفضل 100 مدينة. حقيقة القول، يعد أداء دبي وأبوظبي أفضل من العديد من المدن العالمية الأخرى على المؤشر مثل كوالالمبور وبوينس آيرس وبرازيليا وجوهانسبرج وريجا وزجرب وسانتياجو وشنجهاي، على سبيل المثال لا الحصر. يساهم قطاع النقل في الإمارات في تعزيز نوعية الحياة دبي مثل مترو دبي ومطار دبي وطيران الإمارات وفلاي دبي، فضلا عن طيران الاتحاد في تعزيز مستوى المعيشة في دبي وأبوظبي. التصنيف العالمي لباقي مدن مجلس التعاون على النحو التالي: مسقط 107، الدوحة 110، مدينة الكويت 124، المنامة 133، الرياض 164، وأخيرا جدة 165 من بين 230 مدينة عالمية مصنفة في التقرير. اللافت نجاح كل من الكويت وجدة بالنهوض مرحلة واحدة في الوقت الذي تعرض ترتيب بقية مدن مجلس التعاون للتراجع. ومن الواضح أن بعض مدن دول مجلس التعاون الخليجي بحاجة إلى تعزيز ترتيبها في ظل المنافسة العالمية.العوامل المستخدمة لمنح النتائج أبرزها السلامة، وتوافر المدارس الدولية، والخدمات الطبية، والخدمات المالية، ونوعية الهواء موجودة في دول مجلس التعاون بطريقة أو أخرى وعليه تستحق نتائج أفضل على المؤشر. بالنظر إلى الأمام، ينتظر حصول تقدم في التصنيف العالمي لبعض مدن مجلس التعاون على خلفية استضافة مناسبات دولية، فمن شأن استضافة دبي لأكسبو 2022 وقطر لفعاليات كأس العالم 2022، تعزيز ترتيب كل من دبي والدوحة على مؤشر ميرسر. من جملة الأمور، يتوقع تدشين المترو أو الريل في قطر في الفترة التي تسبق كأس العالم الأمر الذي سوف يضيف إلى طبيعة وجودة المعيشة في قطر عبر تطوير البنية التحتية.