10 نوفمبر 2025
تسجيللم يكن جواب الطفلة شهد صاحبة العشر سنوات إلا أمنية بسيطة لدى الكثيرين من الذين يعانون الأمرين، الفقر والجوع، عندما سُأُلت سيأتي عام 2022 وما هي أمنيتك؟ أجابت عينها قبل صوتها، لم تقل أرغب في المال أو الماء أو الطعام أو الملابس أو الألعاب أو الآيباد والبلاي ستيشن كما هي الفطرة لدى الطفل؟، بل قالت منكسرة ومبتسمة لتواضع حلمها البسيط وأمنيتها الأبسط إجابتها كانت «خيمة» لم تقل منزلاً أو شقة أو فيلا أو قصراً بل خيمة صغيرة تؤويها وتؤوي عائلتها تُدفئ بردهم في هذا الشتاء القارس، وتخفف عنهم ذلك الشعور اليائس، ثقلت عليهم الحياة والمأساة، ولم تستسلم بحلمها العظيم بعينها والبسيط لدى غيرها، جوابها يجعلنا نتساءل كم من شهد بحاجة إلى إيواء، كم من شهد بحاجة إلى غذاء، كم من شهد بحاجة إلى دواء، وما هي أحلامنا أمام أحلامهم وما هو طموحنا أمام طموحهم، الفقر والتشرد والضعف والقهر والحزن ويقابله ويخففه الأمل رغم قسوة ظروفهم وحالهم وأحوالهم، جميعها تراها وتقرأها في عين الطفلة شهد، وكم عين ذرفت دمعاً وقهراً على حال الملايين من شهد، قريبون منا، حقهم علينا واجب ديني وأخلاقي وإنساني وأخوي، بعضنا يتحسر على وضعهم ويكتفي بالمشاهدة لحظة ثم ينسى شهد وملايين شهد، والبعض الآخر تثبت تلك الصورة في ذاكرته فيتغير من اللامبالي إلى الإنسان الذي تقضى على يده للناس حاجات، من يُسخِّر إمكانياته بما يستطيع ولو بالقليل من الجود والكثير من الدعاء وذلك أضعف الإيمان. على كل منا واجب أن يشعر بما يشعر به ملايين مثل شهد، أن يضع نفسه ولو لحظة مكانهم ماذا ستكون أمنيته في العام الجديد، وماذا سيتأمل وينتظر العون من القريب والبعيد، إن لم تظهر لها عدسة المراسل، فمن كان سيلتفت ويتذكر من يعانون مثلها، إن لم تطل علينا ببراءتها وجوابها من سيسمع صوتها، ستكون أمنيتها في طي الكتمان وحلمها في طي النسيان، لن أقسو على أحد باللوم أو التقصير «معاذ الله» قال صلى الله عليه وسلم «مثَلُ أُمَّتي مثَلُ المطَرِ لا يُدْرَى أوَّلُه خيرٌ أمْ آخِرُه»، كلنا يعمل ويساعد وفق استطاعته وقدرته ومقدرته، وأعلم علم اليقين أن في أمتنا وقادتنا وشعوبنا وأصدقائنا والجمعيات الخيرية والمبادرات الإنسانية لدى الأفراد والمؤسسات والناشطين والناشطات في العمل الإنساني من يعمل سراً وعلناً لتخفيف العبء عن كل من يمر بطريقهم القريب والبعيد في الداخل أو الخارج، من يسمعون عنه ويعرفون وضعه وحاجته تجدهم يبادرون لخير منافسة بأن يكونوا سبباً لرسم ابتسامة على ملايين من الأيتام والمعسرين والمديونين والفقراء والمحتاجين، لم تكن شهد إلا طفلة نقلت معاناة الملايين ببراءتها، وعندما ترى عينها تجد أن الأمل بأمتها العربية والإسلامية لا ينكسر ولا ينهزم رغم المأساة والمعاناة إلا أن ابتسامتها وأملها سبقا حلمها وقد قيل: وأفضل الناس ما بين الورى رجل تقضى على يده للناس حاجات. @fyicl