15 نوفمبر 2025

تسجيل

حَـمَــــدْ الطالــــــب...حَــمَـــدْ القـــــــائد

18 ديسمبر 2012

استوقفني إهداء الشرق لليوم الوطني موقعاً برسالتين بكلمتين عظيمتين لسمو الأمير الشيخ "حمد" في عصرين مختلفين جعلت عنوانها عنواناً لهذا المقال. جميلٌ أن تعود لأرض الوطن ويعانق ناظريك وأنت في الطائرة وعلى مشارف الدوحة "الأدعم" مرفرفاً في سماء الدوحة ومزيناً مبانيها وأعمدتها وكل ما فيها لتستشعر الوطن علماً على علمْ. حقيقة هبطت الطائرة بنا من بلد لم نكن بالغيه إلا بشق الأنفس، أحسست وقتها حاجتي للسجود لله على تراب هذا البلد الطيب، وكنت قبلها قد سجلت على تويتر وأنا في الغربة مقولة تحمل القيمة العظيمة لوطنك وما يقدمه لك من عطاءات من الذهب لا تكون في أي وطن. لم استشعرها فقط لأنني مغتربة - كما قد يُتَوَقّع - ولكنها حقيقة يراها كل قطري ومقيم على أرض هذا البلد الطيب، ويستشعرها أكثر وأكثر كل من سافر أو تغرّب وخبر وذرع أرض الله وبلاد الكون في مشارق الأرض ومغاربها على قاعدة عامة تقول "والضدّ يظهرُ حُسْنَه الضدُّ".. خصوصاً أننا نتنعّم وبحمد لله وفضله أولاً وبفضل القيادة الرشيدة ثانياً بنعم عظيمة تعد في بلدان أخرى خدمات تقدم الشعوب عليها ضرائب من دخلهم اولاً ومن ثم تقدم أجراً على استحقاقاتها ولا أعني فيها التعليم والصحة والحقوق العامة للمواطنة، وإن اختلفت الاستحقاقات أو المنح أو البرامج فيها من بلد إلى آخر، ولكنني أعني كل ما في قطر من استحقاقات أخرى ومن مكرمات أيضا، يتوجّها ما ازدانت به قطر في جماليتها وما تأسست به بنيتها من مرافق عامة حيوية ومنشآت وطرق اتفقنا أم اختلفنا في اشكاليات داخلية "إدارية أو مالية" اعترضت مسيرة بعضها في اتقان الإنجازات والإخلاص فيها أو في توقيتها، وهذا ليس موضوعها، بل الأهم وما لا ينكره احد اننا في قطر دولة بترولية بدا أثر النفط فيها وعليها تطويراً لم يجازف بالهوية برؤية قائد، هذا حين أن غيرها من الكثير من الدول العربية فيه من النفط وغيره من المعادن ما يعمر دولاً، ولكنها تئن تحت بنى خاوية وتلاشي الخدمات ناهيك عن ان يكون لتعميرها وتطويرها هوية. أعود لعنوان إهداء الشرق فقد بهرت برسالة الأمير عندما كان طالباً لا تعجباً من صدورها من مثل عقليته آنذاك، بل سعادة بمضمونها وطرحه في الإعلام ونحن نقرأها لأول مرة والمعنونة بـ " آن للجزائر العربية ان تعود لأهلها" وهي ليست بغريبة على من يمتلك هذه الروح العروبية والوطنية القيادية متمنياً للجزائر وقتها نصراً مؤزراً في مواجهة الاستعمار، ولأن الطفولة خير موجه للمستقبل كانت هي تلك الشخصية ذاتها تمثلت في الزعيم العروبي الأممي في دعم سموه لكافة قضايا أمته دعماً لم يعتمد فيه المال كون قطر دولة بترولية بل بذل فيها كافة المساعي الدبلوماسية والسياسية لقيادة ائتلافات واتفاقيات وهذا ما عبر عنه سموه في ما وضعته الشرق اقتباساً من كلمته في "غزة" "إن وجودنا اليوم على أرض فلسطين في غزة العزة لأمر مختلف: من هنا يبدو الحلم الذي نهلنا مفرداته منذ الصغر أقرب كلما طرفت العين في الأفق صوب المتوسط". حلم الصغر هو حقّاً موجّهُ الغدِ ورؤية المستقبل، وفي حياة قائدنا دروس وعبر لنا ولأطفالنا من بعدنا.. ولعلّ أسهل عطاءات الأفراد والدول هي عطاءات بذل المال ولن تتأتى بالطبع الا من كريم ككرم ابناء قطر، ولكن اصعبها حقا ان يسخر الإنسان نفسه وماله ووقته وجهده لأمته، وكل من حوله متناغماً في الوقت نفسه مع تطوير وطنه، هذا هو البذل الحقيقي الذي يجعلنا نفكر: كيف يعيش سمو "الأمير" حمد؟ وهل يجد لنفسه وقتاً بين كل تلك الجهود التي جعلته "إرباً" من العطاءات والتضحيات؟ وبذلاً جزلاً تجعلك تسأل "أين حق سمو حمد من "حمد" الإنسان؟. فَكَمْ هوعظيم ان تكون قائداً رائداً ولكن الأصعب أن تكون رائداً مؤثِراً "بكسر حرف الثاء دون شدّة من كلمة "الإيثار" لا "الأثرة" وبين الكلمتين فرق في اللغة وفروق أخرى أكبر بين الحكام والملوك. اعتقد بأن التاريخ الذي تحتفل به قطر اليوم فوق كونه تاريخ التأسيس هو تاريخ آخر جديد صنعه قائد هذا الوطن بلا منازع فانتقلت به قطر من وطن لنا الى وطن كوني للجميع حق ان يسطّر فيه الاهداء معنوناً قيادته بـ "ضمير العالم الحيّ.. وصوت الشعوب المستضعفة". أما قطر "الحضن الدافئ" - الوطن - بحضورها ونقلتها الرائدة من الكتب والمآثر الى الوجود الفاعل المثمر في كل معطيات الحياة والسياسة والحضارة، فحقّ ان يمتثل فيها ما جاء في القرآن الكريم من قوله تعالى: "والبلد الطيّب يخرج نباته بإذن ربه والذي خَبُث لا يخرج إلانكداً كذلك نصرَف الآيات لقوم يشكرون (58) ( سورة الأعراف) فالحمد لله على نعمة الوطن الطيب...والقائد الأطيب....