10 نوفمبر 2025
تسجيلقامت ثورات الربيع العربي وتفاءل الناس كثيراً بزوال أنظمة منعت حرية الكلمة واضطهدت الناس وكممت الأفواه ودمرت الاقتصاد وأصبحت ممتلكات خاصة للحاكم وأهله وأصحابه والتجار السائرين في ركابه، وعانى الناس الكثير، فخرجوا ينتظرهم الأمل بغد مشرق يريدون أن يروا أوضاعهم وقد تحسنت، لكن هؤلاء الشباب ومن معهم للأسف لم يكونوا محصنين ثقافياً وفكرياً ولم يعرفوا لعبة السياسة ان تسللت إليهم قوى الغرب التي تريد مصالحها وأهدافها خوفاً على أمن إسرائيل واستقرارها وخوفاً على نفوذ شركاتها وغير ذلك، فكان أن قامت بغزو فكري مركز وحركت العناصر الطائفية والعنصرية والقبلية لإجهاض الفرحة وجعلها ثورة تدعو إلى التقزيم بدعوات التقسيم الفيدرالية والطائفية في وقت تجاوز العالم هذه المرحلة إلى مرحلة متقدمة بوعي ثقافي وفكري. وتحرك الانتهازيون ليقوموا بأعمال تقود المنطقة إلى الهاوية، ولا شك أن هناك عناصر لبست ثياب الثورة ظلماً وعدواناً وهم لا يقلون عن الأنظمة السابقة والفيروس يجري في دمائهم، فنحن نرى في ليبيا عناصر تقوم بالعنف ولا مانع لديها من التحالف مع أنصار النظام السابق ليقوموا بالانفصال وتمزيق ليبيا وتدميرها وإثارة القبلية وجر البلاد لصراعات وجعل الأموال للاستتراف لا للتنمية. القذافي أغرق الأموال في مغامراته وهؤلاء يريدون الأموال لتصرف في الصراعات والمماحكات السياسية، لقد عرقلوا صعود أي حكومة والسبب حرص كل واحد على الوصول للسلطة، وها هي مصر للأسف يختل فيها الأمن وتكثر فيها عصابات السرقة والجرائم ويتصدر من خسروا الانتخابات ليحركوا الشارع، وأصبحت لعبة الشارع ورقة لتدمير البلاد لتحقيق نزوات ورغبات كبار امتلأت خزائنهم ولا يشبعون ومازالوا يجرون ويلهثون وراء السلطة، وعندما شاركوا في الثورة ادعوا الديمقراطية ولكنهم عندما لم يصلوا إلى رأسها رغم قبولهم باللعبة الديمقراطية حسب قولهم فإنهم سعوا لإجهاضها حتى يتحقق لهم الهدف وهو الوصول وليس الوطن ولا خدمة البلد، لننظر كيف أن رومني لم يحرك الشارع ضد أوباما بل قبل بالنتيجة ليس حباً في أوباما ولكن حباً في أمريكا وشعبها واحترام مؤسساتها، وكذلك قادة إسرائيل أولمرت وليفني وغيرهما لم يحبوا نتنياهو ولكن إسرائيل أحب إليهم. أما قادة مصر فقد مدوا أيديهم لأركان النظام السابق وحرقوا مقرات الأحزاب ودمروا وتجاوزوا حدود اللياقة واستقلوا العوام للوصول وأدى ذلك لفراغ الخزانة ودمار الاقتصاد وانهيار البلاد أو جرها لحرب أهلية. هذا ما أراده السيد البرادعي الذي ساهم في حربه ضد العراق ولم يقل كلمة حق حتى فضحه الله في بيان الغزو الأمريكي بأن لا أسلحة دمار في العراق وهو كان يرضي الغرب على حساب شعب كامل وتدميره وتيتيم أطفاله وترميل نسائه ليبقى السيد البرادعي رئيساً للطاقة الذرية ويتغاضى عن ديمونة وبرنامج إسرائيل النووي والآن يقوم بحملة لجر البلاد للفوضى والدمار ويتحدث عن معبد بوذي وفي قضايا الهلوكوست ليقدم رشوة للغرب لقبوله ولم يذكر أن الغرب تخلى عن حسني مبارك الذي كان أخلص الناس لهم. وكان الناس يتوقعون أن يتحدث السيد البرادعي عن مشكلة الاقتصاد والأمن وعن مشاكل التنمية واستغلال الطاقة للكهرباء والماء والزراعة؛ وكذلك السيد حمدين صباحي الذي حكم حزبه سنوات وأهان الناس وسجنهم وهؤلاء الذين يحكمون من ضحاياه، وحليفه حزب الوفد من ضحاياه، فقد أهان حزبه الديمقراطية وألقاها وسجن الناس ونصب المشانق وسجن رئيس الجمهورية محمد نجيب في فيلا مهجورة لزينب الوكيل، وأقام المحاكم العسكرية وأضاع سيناء وفشل في كل حروبه وحمل البلاد المليارات من الديون، فهل سيعيد لنا ديمقراطية شمس بدران وصلاح نصر وأيام برلنتي عبدالحميد ومها صبري، ومزق العلاقات العربية وأثار الفتن أيام سوداء وتاريخ مليء بالظلم والجبروت. وهكذا ولقد أخطأ الإسلاميون عندما تحالفوا مع هذين الشخصين لأنه لا يشرف مصر التحالف معهم، وأما مرسي وحزبه فقد أخطأوا في تعاملهم مع الآخرين، كان الأولى أن يقيموا حكومة ائتلافية ويتقاسموا السلطة بدلاً من أخذ الرئاسة ومجلس الوزراء، كان المتوقع أن يتحالفوا مع الوفد وبعض الوطنيين ممن عانوا من مظالم يوليو وعدد آخر من الوطنيين وأن يعالجوا الأمور بحكمة. مصر اليوم على محك خطير، إما أن تسقط في وحل الحرب الأهلية وتدمر لتحقق أعظم هدف لإسرائيل لأن مصر هي العدو الكبير لإسرائيل، أو تحكم العقل وتبدأ الحوار بدون شروط وأن يقدم الجميع التنازلات لصالح مصر وأبنائها وأن اللعب بالشارع وإقلاق الأمن وتعطيل التجارة ومصالح الناس اليومية والإخلال بالأمن، فلذلك يضر بالناس؛ أما الكبار إذا سقطت البلاد فلديهم فلل وحسابات بالنمسا وسويسرا وبريطانيا وسيعيشون ملوكاً وسيدفع الثمن الأبرياء المساكين، وهذه اليمن للأسف، هناك من يتاجر للوصول للسلطة للدعوة للفيدرالية والتقسيم ويتلفظ بألفاظ غير لائقة وثير الحقد والكراهية للوصول إلى السلطة والمغانم حتى من بعض المحسوبين على الثورة كتوكل كرمان التي تدعو للفيدرالية وتقسيم اليمن وتؤيد التدخل الإيراني لاحتلال البحرين، وكذلك الطائفيون الذين ظلموا اليمن سنوات ليعودوا ويحكموا اليمن باسم المذهب الزبدي بعد أن نهبوا وأضاعوا ونشروا الجهل وقتلوا وطردهم الشعب في ثورة 26 سبتمبر بعد حرب دامت سنوات للخلاص منهم ويعودوا اليوم على الطائرة الإيرانية ويتقووا بها على شعب مسكين. آن الأوان ليعرف الجميع ماذا يراد بالشعوب بعد الربيع هي لتسعد إسرائيل وتتحقق مخططات الأعداء أم ليشع بريق الأمل لأجيال المستقبل.