07 نوفمبر 2025

تسجيل

هل أنت فاشل؟

18 نوفمبر 2020

ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في نشر مفهوم أن الإنسان ينبغي له يكون استثنائياً حتى يكون سعيداً. فتجد تلك الفتاة التي حصلت على سيارة فارهة كهدية عيد ميلاد، أو ذلك الشاب الذي يسافر طوال السنة ينتقل من منتجع لآخر، أو ذلك الطفل الذي يصل دخله الشهري إلى مبلغ خيالي (يساوي دخلك لسنوات) لمجرد أنه يقوم بعرض ألعاب الأطفال على الإنترنت. بينما عندما تنظر لحياتك، فتجدها رتيبة، عادية، لا يوجد بها ما يستحق تسليط الأضواء، وبقدرات مالية تبدو متواضعة أمام من يشتري سيارة مليونية شهرياً. وما سيزيد من كآبتك، مشاهد استمتاع الناس بتفاصيل لم تكن أنت تعيرها أي اهتمام سابقاً، فهذا يصور استمتاعه بتناول القهوة (بينما أنت تشربها مباشرة بلا طقوس)، وذلك يصور الهدايا التي وصلته (بينما أنت لا تذكر متى تلقيت آخر هدية)، والآخر يصور ردة الفعل العبقرية غير المتوقعة لابنه (بينما ابنك قد يتبلد في مثل هذه المواقف). إن تكرار هذه الرسائل عن الحياة الاستثنائية بشكل يومي ترسخ مفهوماً خاطئاً بأنها هي الحياة الطبيعية، وبذلك أصبحت الحياة العادية التي يعيشها غالبية البشر هي المعيار الجديد للحياة الفاشلة. ونتيجة ذلك هو الشعور باليأس والتوتر وعدم الاطمئنان، بالإضافة لزيادة الاستهلاك لتغطية النقص -ولو قليلاً-، وهو ما صدقه الكثيرون، خصوصاً من الجيل الجديد الذي ولد ووجد الإنترنت يعمل 24 ساعة بلا انقطاع. كل ذلك غير واقعي، فالحياة الاستثنائية موجودة، ولكنها لعدد قليل جداً من البشر، أما الغالبية فليس مطلوباً منهم أن يسعوا لذلك، فالحياة المستورة والقناعة بما لديك (وهو كثير جداً) يبعث الاطمئنان للنفس ويجعلك توجه جهودك لأهداف أسمى بدلاً من اللهث خلف الوهم الذي أقنعوك به. لذلك اطمئن، فأنا وأنت لسنا بفاشلين. khalid606 [email protected]