أسباير.. إستاد الوكرة وإدارة المنشآت الرياضية

جميل جدا أن يكون هناك انسجام كامل في أي حدث رياضي.. وهو ما لمسته في مؤتمر ومعرض أسباير فور سبورت 2013 والذي افتتحه سعادة وزير الشباب والرياضة صلاح بن غانم العلي في حضور نخبة من قادة وخبراء الرياضة والمنشآت والإستادات الرياضية.. فالمعرض والمؤتمر يركزان هذا العام بصفة أساسية على الحدث الأكبر وهو مونديال قطر 2022.. من حيث الحجر والبشر.. فالحجر من خلال المنشآت والإستادات الرياضية.. والبشر من خلال وضع رؤية وخطة لإعداد جيل جديد من شباب قطر لإدارة هذه المنشآت.. وهو ما كان واضحا في تصدر مجموعة من الشباب القطري المتميز المشهد في تقديم وتنظيم المعرض والمؤتمر. كان المشهد الأبرز والذي خطف أنظار الجميع هو الكشف عن التصميم الرائع والساحر لإستاد الوكرة العالمي في الجناح الخاص باللجنة العليا المنظمة للمونديال في المعرض.. وهو أول إستاد من إستادات مونديال 2022 سيتم البدء في أعمال الحفر الخاصة به خلال الأيام الأولى من شهر يناير المقبل.. أي بعد أسابيع قليلة.. وهو ما يشير إلى أن الاستعدادات للمونديال ستنتقل من مرحلة الكلام والتصريحات والتخطيط على الورق إلى مرحلة العمل الجاد والحقيقي على الأرض.. وهو ليس كلامي وإنما كان كلام خبير من أهم الخبراء وهو مايكل رانشيمت مؤسس كوليزيوم للأحداث الرياضية الذي قال كنا هنا عام 2011 وكان كل شيء نظريا والآن أصبح لدينا تغييرات جذرية وواقعا عمليا ملموسا وتأسست ثلاث منشآت لكرة اليد استعدادا لبطولة العالم عام 2015.. وسيكون لدينا في القريب العاجل ملعب جديد لكرة القدم وآخر لكرة اليد استعدادا لبطولة العالم وقريبا. من الواضح أن الإستادات القطرية المونديالية ستكون فريدة وجديدة من نوعها لأنها ستبدأ من حيث انتهى إليه الآخرون في مونديال جنوب إفريقيا 2010 ومونديال البرازيل 2014.. وستسهم في تغيير وجه البلاد من حيث الشكل والمضمون والهدف وهو ما أكده خبراء إنشاء الإستادات الرياضية في العالم وفي مقدمتهم الخبير الألماني الكبير البروفيسور فولكن مارك والذي أشار في محاضرته إلى أن الإستادات الجديدة في قطر يجب أن تكون مرنة في أهدافها وأغراضها بحيث تخدم أكثر من رياضة وتتناسب مع البيئة القطرية وتخدمها بعد انتهاء فعاليات المونديال. إن مؤسسة "أسباير زون "هي بحق مصدر إشعاع حضاري رياضي من خلال ما تقدمه لهذا البلد وللعالم من تبادل للمعرفة والخبرات.. وإنني أنتظر من هذه المؤسسة العملاقة مؤتمرا في القريب العاجل حول التنمية البشرية وتهيئة وإعداد الكوادر البشرية الشبابية القطرية والعربية لإدارة المنشآت والرياضية.. وأن يقام هذا المؤتمر سنويا.. وأذهب إلى أبعد من ذلك وأقترح إنشاء معهد علمي لإدارة المنشآت الرياضية يسهم في تخريج مثل هذه الكوادر الإدارية المؤهلة تأهيلا علميا لأن حجم المنشآت الرياضية في قطر تتزايد بشكل كبير من عام لآخر وستصل لذروتها مع انطلاق مونديال 2022 وهي تحتاج لكوادر معدة إعدادا علميا وعمليا صحيحا.