13 نوفمبر 2025
تسجيلمن المشكلات الرئيسية التي أعتقد أننا نعاني منها في مجتمعاتنا الرياضية وخاصة كرة القدم أنه لا توجد لدينا أولويات نعمل على أساسها ونخطط لنجاحها، فمثلاً عندما نقلب سياسات لبعض الاتحادات الوطنية نجد أنها لا تعمل على أساس خطط واضحة وصريحة ومعلنة ومن خلالها نستطيع أنا وأنت أيها القارئ أن نحكم ونحاسب هذا الاتحاد أو ذاك، فعلى سبيل المثال الاتحاد السعودي لكرة القدم عندما خرج من كأس آسيا ومن تصفيات كأس العالم لم يخرج علينا مسؤول ليقول اننا وجدنا أن لدينا مشكلة في المنافسة وهبوط المستوى وأن خطتنا لكأس العالم أو كأس آسيا ستكون على النحو التالي وعندها نستطيع أن نقيم ونحكم ونحاور، وقس على ذلك بقية الاتحادات، فالاتحاد القطري على سبيل المثال في اعتقادي الشخصي أنه لابد أن يعمل ويضع خطة عمله وهدفه الوحيد هو مشاركته في كأس العالم 2022م وعليه أن يبقي هذا الهدف نصب عينيه في جميع ما يقوم به، فلا أعتقد أن هناك مشاركة أهم من هذه المشاركة، لذلك كل ما يتم عمله اليوم لابد أن يخدم ويصنع ويطور ويبني للمنتخب القطري الذي سيلعب وينافس بإذن الله في كأس العالم في قطر 2022م. مشكلتنا اليوم في الوطن الخليجي أننا أصبحنا ننافس أنفسنا على المناصب الإدارية هنا وهناك أكثر من تنافسنا على المستويات الفنية والبطولات والمنجزات، فبالأمس كنا نتنافس داخل الميدان وعملنا على هذا التنافس الذي أنتج لنا منتخبات قوية ساهمت في تحقيق البطولات وصعود المنصات ولكن اليوم أصبح الصراع على غير هذا، فأصبحنا نعاني من ابتعاد منتخباتنا عن المنافسة وأصبح من كانوا بالأمس غير منافسين يستولون على مشهد البطولات في آسيا. الأندية هي الأخرى لم تكن بعيدة عن ذلك فعندما دخل المال من بوابات الأندية وبدأت تعمل على أساسه رأينا كيف أصبحنا نتفاخر بالصفقات المالية لهذا اللاعب أو ذلك ونقيم المؤتمرات ونشرح كيف استطعنا أن نرسم الخطط والإبداع للظفر بتلك الصفقات بعيداً عن استثمار تلك الأموال في بناء اللاعب المحلي وصقله منذ الصغر ليصبح خير بناء للاعب والنادي والمنتخب، فهنا النظرة للعمل الكروي اختلفت كلياً، فأصبحت الادارة لا تبحث في مقدمة أولوياتها صناعة النجم الذي يعزز من صفوف الفريق ومن ثم المنتخب بل أصبحت تركز على كيفية البحث عن اللاعب الأجنبي أو اللاعب الجاهز الذي يمثلها لموسم أو موسمين أو ثلاثة وقد تستفيد منه وقد لا تستفيد وتخيلوا أن عقدا لصفقة لاعب أجنبي نستطيع من خلاله بناء مدرسة كروية ينضم إليها مئات اللاعبين الوطنيين، ماذا سنحقق على المديين القريب والبعيد وعلى المستوى الرياضي والاجتماعي، سنحقق الكثير من خلال استفادة المواطن بهذا المشروع بشكل مباشر وفي ذات الوقت سنحقق الأمن الاجتماعي من خلال نقل شبابنا من الشارع لمصانع رياضية تقتل وقت الفراغ وتنشر الصحة في الأبدان بممارستهم الرياضة ونبني رياضتنا بلاعبين هم المستقبل يصنعون الانجاز غدا في كل مكان، فماذا لو كان لدينا الكثير من هذه المدارس في كل مكان بل في كل حي من الأحياء. علينا اليوم أن نعود لندرس العمل الإداري والفني في الأندية وهل هذا العمل يخدم مستقبل كرة القدم وهل هذه الأندية تستطيع أن تشكل رافدا مهما في بناء المنظومة الكروية للمنتخبات بكافة فئاتها أو أنه أصبح ضرورياً اليوم أن نجبر الأندية على سياسة عمل موحدة تحقق مصلحة موحدة من خلال رؤية تقدمها اللجان الأولمبية أو الاتحادات الرياضية لأنها جهود إذا لم تتضافر فلن نستطيع أن نحقق شيئا يذكر. بالأمس كان العائق لدينا هو المال، اليوم لم يعد المال عائقاً بل هو متوافر ولكننا نعاني من سوء التخطيط وبذخ الصرف ومتى ما استطعنا معالجة هذا الأمر وصناعة منظومة عمل تدرس وتخطط وتنفذ على أساس أهداف واضحة ومحددة ومعلنه فأعتقد أننا حينها سنسير على الطريق الصحيح وعندما أشير لمسألة أن تكون معلنة فهذا أمر مهم لأن إعلانها يعني الالتزام بها أمام الرأي العام والعمل على تحقيقها. أرجو اليوم ألا نتساهل كثيراً، فما نشاهده من سوء إدارة المال الرياضي في الاندية وما يحدث قد يكون سبباً لتراجعنا وعلينا الانتباه جيداً لذلك، نعم اليوم المال نعتبره نوعا من أنوع الرفاهية الرياضية وجلب اللاعبين النجوم بتكلفتهم العالية يسعد الجماهير ولكنه لا يبني المستقبل الذي هو أهم.