12 نوفمبر 2025

تسجيل

الشرك الجديد

18 أكتوبر 2021

النظام العربي هو انعكاس لصورة الزعيم أو الرئيس أو الملك المؤمن في ذهنية المجتمع، بل إن أول ما يهرع إليه الزعيم هو تصويره وهو يؤدي الصلاة، أو ادعاؤه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أيده في المنام، أو أنه رأى جبريل وأقرأه السلام، وغير ذلك من الادعاءات التي كانت الأحداث الأخيرة في عالمنا العربي مسرحاً لها. فعلى الرغم من أن الإسلام دين التوحيد، إلا أن النظام المعرفي منذ البدء نظام شركي في حقيقته السياسية، وكل من يحاول الخروج من هذه الشركية يقصى أو يقتل أو يجري التخلص منه بدعوى دينية في المقام الأول. لذلك يبدو الخروج من ثلاثية الريع سواء بمفهومه الاقتصادي أو الاجتماعي والدين والقبيلة سواء العرقية أو العسكرية، أمراً صعباً للغاية، وهي ثلاثية انتهازية دينية في الحقيقة عبر التاريخ، حيث تجعل من الحكم والثروة والعرق اصطفاء إلهياً "والله لا أنزع سربالاً سربلينه الله أو قميصاً ألبسني إياه الله» كما جاء عن عثمان بن عفان رضي الله عنه. لذلك فالمجتمعات العربية في الأصل لا تبني نظاماً اجتماعياً بقدر ما تمارس أدواراً تنسجم مع النظام الاجتماعي القائم، من هنا ظهرت أزمة «النفاق العام» المستشري حقبة بعد أخرى وشكلاً بعد آخر، بما يتناسب مع ظروف كل عصر وكل زمان. ومن هنا أيضاً برزت ظاهرة سيطرة «فقهاء الدين» على الدولة العربية، بصفتهم حماة لاستمرار هذا الشكل من النظام الاجتماعي السائد، فإذا كان الإسلام خلصنا من الشرك الإلهي، فان الفهم الإسلامي السائد في النظام الاجتماعي العربي منذ القدم جعل من الزعيم والقائد الملهم بمرتبة الإله. [email protected]