16 نوفمبر 2025
تسجيلتعود حياتنا إلى طبيعتها ما إن تبدأ المدارس عملها، ذلك أن الإجازة الصيفية تعني عند الكثيرين نوما وكسلا وتغييرا شبه كبير للروتين اليومي، ما يعني أن الحياة بشكل عام تتأثر بعمل المدارس. اليوم يعود الجميع لنظام معين معروف، أبرز ما فيه الاستيقاظ المبكر، مع ما في ذلك من اعتدال للصحة بشكل عام، سواء رغبنا في ذلك أم لم نرغب، فنظام العمل يجبرنا على ذلك، وفي هذا مزية وإيجابية طيبة ربما غير محسوسة. الآباء والأمهات وطلاب المدارس والجامعات وكذلك الموظفون، سيعودون إلى نظام حياتيّ معروف، فيه الكثير من الإيجابيات، وإن تخللتها ضغوط وسلبيات. لكن الأبرز أن الجميع ينتظم في دورة حياة يومية، لن يكون للكسل نصيب فيها كبير.اليوم بحكم أنه أول أيام الموسم الدراسي، وأول أيام العودة للعمل بعد إجازة العيد، سيكون متعبًا بعض الشيء، لاسيما لطلاب المدارس وأولياء أمورهم، باعتبار أنه يوم فاصل بين نظامين حياتيين. الأول هو المستقر والمنتظم والذي يبدأ من اليوم حتى رمضان القادم بإذن الله، فيما الآخر غير المستقر وهو فترة الإجازة الصيفية المتميزة بقلة الإنتاجية وغلبة النوم وتغيير نظامه، فالليل في غالبية البيوت حركة ونشاط وسهر إلى الفجر، ليبدأ النهار بالنوم الطويل إلى ما شاء الله أن يكون!نعم لكسر الروتين بين الحين والحين، نؤيد مثل هذا النوع من التغيير، لكن أن يكون بالشكل الذي يمكن الاستفادة منه ولو بالقليل، لكن ما يحدث الآن هو هدر للوقت بشكل لا يوصف، إضافة إلى تأثير النظام الحياتي خلال الإجازة الصيفية، على الصحة بشكل عام، وفي هذا ما يدعو للحذر.استثمار الإجازات الطويلة من الأمور التي لابد من التفكير فيها والتخطيط لها مقدمًا وبشكل جاد، مع ترك مساحات لعمل اللاشيء، وترك فراغات ومساحات للنوم أيضًا، ولكن في حدود المعقول والمقبول.أدري أن المسألة يحلو للكثيرين التنظير فيها، وهو في الحقيقة تنظير محمود ومرغوب ولا أعتبره ترفًا من القول، بل أجد أهمية في تحويل هذا التنظير إلى خطط قابلة للتجسيد على أرض الواقع، خاصة لو بدأنا من الآن ومع عودة الحياة إلى طبيعتها، تمهيدًا واستعدادًا لموسم الإجازات القادم، بعد تسعة أشهر من يوم الناس هذا.