13 نوفمبر 2025

تسجيل

واحدٌ وعشرونَ عاماً من صبرِهِم على بلادِنا !!!

18 يوليو 2017

يُصرُّ (الأشقاءُ) في السعوديةِ، من وزيرِ خارجيتِها إلى سفيرها في الأردنِ وصولاً إلى الإعلاميينَ والصحفيينَ، على تكرارِ عبارةٍ أثيرةٍ لديهم: (لقد صبرنا على قطر واحداً وعشرينَ عاماً)، دون أنْ يذكروا ما فعلتْـهُ بلادُنا خلالَ هذه الفترةِ الزمنيةِ من أمورٍ جعلتْـهُمْ يحقدونَ عليها كلَّ هذا الحقدِ، ويتعاملون معها بنفاقٍ ورياءٍ، مما يدفعُنا للتفكيرِ طويلاً ونحنُ نبحثُ عن الأسبابِ الحقيقية لقبولِـهِم العملَ تحتَ قيادةِ أبو ظبي، ومشاركتهم في جريمةِ الحصارِ التي كشفتْ رعونَتَهم ومراهقتَهُم السياسيةَ.واحدٌ وعشرونَ عاماً من صبرِهِم على بلادِنا !!!يُصرُّ (الأشقاءُ) في السعوديةِ، من وزيرِ خارجيتِها إلى سفيرها في الأردنِ وصولاً إلى الإعلاميينَ والصحفيينَ، على تكرارِ عبارةٍ أثيرةٍ لديهم: (لقد صبرنا على قطر واحداً وعشرينَ عاماً)، دون أنْ يذكروا ما فعلتْـهُ بلادُنا خلالَ هذه الفترةِ الزمنيةِ من أمورٍ جعلتْـهُمْ يحقدونَ عليها كلَّ هذا الحقدِ، ويتعاملون معها بنفاقٍ ورياءٍ، مما يدفعُنا للتفكيرِ طويلاً ونحنُ نبحثُ عن الأسبابِ الحقيقية لقبولِـهِم العملَ تحتَ قيادةِ أبو ظبي، ومشاركتهم في جريمةِ الحصارِ التي كشفتْ رعونَتَهم ومراهقتَهُم السياسيةَ.واحدٌ وعشرونَ عاماً، هي الفترةُ التي شهدتْ نهضةَ بلادِنا، والانتقالَ بها إلى دولةِ الدستورِ والقانونِ والـمؤسساتِ، التي بدأتْ بتولي سموِّ الأميرِ الوالدِ مقاليدَ الحكمِ، ثم بقيادة سموِّ الأميرِ الـمفدى. هذه الفترةُ، تضايقُهُم لأنَّها بَيَّنَتْ البَونَ الشاسعٌ بين ما نتمتعُ به من تَحَضُّرٍ ومَدَنيةٍ وإصرارٍ على بناءِ نموذجٍ مشرفٍ لدولةِ الـمؤسساتِ التي تحافظُ على كرامةِ الـمواطنِ وحقوقِـهِ في حريةِ التفكيرِ والتعبيرِ والـمعيشةِ، وبين ما نجدُهُ في بلادِهِم من عدمِ احترامِ الـمواطنِ حتى في أبسطِ حقٍّ له، أي: حقُّـهُ في التعبيرِ عن مشاعرِهِ، لأنَّه مُرغَمٌ على تشكيلِها بصورةٍ تُرضي قادة بلادِهِ، وتخدمُ سياساتِهِم اللا أخلاقيةَ واللا إنسانيةَ، وإلا تعرضَ لعقوباتٍ مشددةٍ، كما هو الحالُ في قانونِ العصورِ الوسطى الخاصِّ بتجريمِ التعاطفِ مع قطر. هم يكذبونَ، ويعلمونَ أنهم يكذبونَ، ويدركونَ أنْ لا أحدَ يُصدِّقُهُم عندما يقولونَ إنَّهم ناقمونَ على بلادِنا بسببِ دعمِها للإرهابِ وتهديدِها للأمنِ الداخليِّ في بلادِهم. فالإرهابُ والعنفُ كانا أداةً استخدموها منذ 1979م تحت مسمى الجهادِ في أفغانستان لشَغْلِ شبابِهم عن مشكلاتِـهِ الحقيقيةِ الـمتمثلةِ في البطالةِ وعدمِ وجودِ حراكٍ اجتماعيٍّ يُتيحُ لهم الإفادةَ من تعليمهم في تحسينِ أوضاعِهِم الاجتماعيةِ والـمعيشيةِ، ويُسهمُ في تغييرٍ يسمحُ بقَـدْرٍ و لو بسيطٍ جداً من حريةِ التفكيرِ والتعبيرِ. وعندما انتهتِ الحربُ في أفغانستانَ، سنةَ 1988م، كان وحشُ التطرفِ الذي ربُّوه قد كَبُرَ وأخذَ يبحثُ عن معاركَ جديدةٍ، وبدأ حاملو أفكارِهِ بالعودةِ لبلادهم ليجدوا السجونَ والتنكيلَ في انتظارِهِم بدلاً من الحوارِ وتوفير فُرَصِ العملِ والاحترامِ وسواها من أمورٍ تُهَذِّبُ النفوسَ، وتدفعُ بالشبابِ للانخراطِ في بناءِ أوطانِهم، فكانت النتيجةُ أنَّ أبطالَ أكبر عملٍ إرهابيٍّ سنةَ 2001م في الولاياتِ الـمتحدةِ كانوا من شبابهم. وحين جاءَ الربيعُ العربيُّ، لم يقفِ (الأشقاءُ) مع الشعوبِ، بل عملوا لاستثمارِ الـمرحلةِ الانتقاليةِ في دولِـهِ للخلاصِ من شبابهم العاطلين عن العملِ، والـمُتذمرين من أوضاعهم الاجتماعيةِ والـمعيشيةِ، فلم تمضِ سنةٌ ونصفُ السنةِ على الثورةِ السوريةِ حتى كان شبابُهم في سوريا يُشَـكِّلونَ العمودَ الفقريَّ للتنظيماتِ الخارجةِ من عباءةِ الفِـكرِ القاعديِّ. فعنْ أيِّ دَعْمٍ قطريٍّ للإرهابِ يُحدثوننا؟ وهل تناسوا أنَّ مَنْ بيتُـهُ مِـنْ زجاجٍ لا يرمي الناسَ بالحجارةِ؟. إنهم يريدونَ بقاءَنا كدولةٍ تابعةٍ متخلفةٍ بلا دورٍ ولا تأثيرٍ، ومعزولةٍ عن أمتها العربيةِ وقضاياها، لأنَّ عندهم مشروعاً للمنطقةِ تُباعُ فيه فلسطينُ، وتُقَسَّمُ سوريا واليمنُ والعراقُ، وتُذَلُّ الشعوبُ، ولا يريدون وجودَ دولةٍ كقطرَ الحبيبةِ تقفُ معَ الحقِّ وتدافعُ عنه وتحتضنُ قضايا أمتها بما تستطيعُ. ولكن، هيهاتَ يستطيعونَ ذلك، فشعبُنا ملتفٌّ حولَ القامةِ الشامخةِ لسموِّ الأميرِ، والشعوبُ العربيةُ والإسلاميةُ تحتصنُ بلادَنا بقيادتِـهِ، والـمجتمعُ الدَّوليُّ يعرفُ الفرقَ بين بلادِنا الـمُتمدنةِ الـمتحضرةِ التي تحترمُ تعهداتِها الدوليةِ، وبين دولٍ تعيشُ على أملِ إحياءِ عصرِ الجاهليةِ بما فيه من غزوٍ وسَلبٍ ونَهبٍ وتخلُّفٍ. كلمةٌ أخيرةٌ: ستبقى بلادُنا كعبةً للمضيومِ، وقلباً للأمةِ وقضاياها .