11 نوفمبر 2025
تسجيلفي كل عام، وفي مثل هذه المناسبة السعيدة نردد.. "عيد بأية حال عدت يا عيد" ومع هذه نكرر ذات الشعار.. كل عام وأنتم بخير.. ثم نصاب بالإحباط ونحن نشاهد القنوات المختلفة.. صراع في كل مكان من أجل ماذا؟ مسلمون يقتلون في كل الأرجاء.. البوذيون يمارسون دورهم في ترحيل المسلمين عبر قوارب الموت.. ولا أحد يسمع نداءهم.. هناك من يموت وهو يعي ويدرك انه ميت عبر قوارب الموت بحثاً عن جنة موعودة في أوروبا.. وأوروبا تشتكي الحال، عبر البطالة وانهيار العملة، تصور أحدهم يحلم بأن يجد مثلاً ملجأ في بلد اسخيلوس وسوفوكليس ويوريبيدس، فلا يجد سوى ارستوفان يضحك، واحدهم يحلم بأن يجد في بلاد أشهر نجوم اللعبة بغيته ولكن وا أسفاه.. وبكاء لا يخلف سوى بكاء آخر.. وهذه حال الدنيا.. كل عام وانتم بخير.أما الادهى والأمرُّ.. فتلك المقولة.. الحكمة يمانية.. أي حكمة.. وبلقيس لو عادت للحياة مرة أخرى فسوف تتمنى الموت.. وان تحافظ على خلود اسمها.. وحال اليمن السعيد.. كحال الاشقاء في الصومال.. من مع من؟ لا أحد يعلم إلى أين يذهب فالسفينة غارقة.. والأمواج متلاطمة.. وليس بعيداً عن هذا السودان.. سواء الشعر وبساطة الإنسان.. والقناعة.. ومع ذلك فإن الواقع بخلاف المأمول.. نكرر ونقول.. كل عام وانتم بألف ألف خير!!لا تسأل عن أرض الكنانة.. فاللغز أكبر من مدارك الإنسان، والإنسان البسيط يغلف يومه بالغد الآتي، هذا الغد الذي لا يأتي إلا محملاً بالغبار والغلاء.. الغلاء حتى في ابسط الأمور، والدعوات الصالحات بأن القادم أحلى.. حتى اصاب الإنسان المصري الجميل والقانع تخمة الوعود البراقة.. هذا الغد المحفوف بكل الآلام والاحلام في آن واحد.. ومع هذا فلا نجد جملة أعز واحلى من تكرارها.. كل عام وانتم بمليون خير.الرحلة تمتد إلى ليبيا، لا أدري تذكر رفعاً ولي قبل أكبر من ألف عام كان لكل مدينة أمير وسلطان وخليفة، الواقع الآن لم يتغير، ان من ينتمي إلى طبرق، سرت، بني غازي، طرابلس، كل يحمل أهواءه يحمل انتماءه، ويطرح ذات السيناريو المغلف بالتمزق كما في سوريا والعراق نعم هناك اللاذقية، حلب، حمص، دمشق، وهناك الموصل وكركوك وبغداد والبصرة.هناك سلاح فتاك يمزق الإخوة والاشقاء، وهناك من يمسك بآلته يعزف عليها وينشد مثل نيرون وهو يشاهد النيران تمزق المدن والحضارات، ولا نجد كلمة أو جملة رائعة المعنى والدلالات سوى.. كل عام وانتمو جميعاً بمليار مليار خير!!