07 نوفمبر 2025
تسجيلكنت قد عاهدت نفسي منذ السادس منذ يناير 2009 ألا أنسى وألا أتهاون يوماً من الأيام..عاهدت قلمي أن يظل حبره نازفاً شاهداً وماثلاً أمام التاريخ الذي سيحسب له ولرفاقه كم مرة تذكروا وكيف هان عليهم أن ينسوا.. ولعلكم الآن تسألون أنفسكم وما هو الشئ الذي لم يكن علينا أن ننساه وتتحدث عنه صاحبة الرمال اليوم.. إنها غزة يا رفاقي.. غزة التي قتلها العدوان الإسرائيلي واستمر حتى بكت الشجار وناحت الأرض واكتست لوناً أحمر قانياً.. غزة التي لا تزال أعين الاباء فيها دامعة ومقل الأمهات دامية ونظرات أطفالها أو من بقي منهم خائفة مرتعدة محرومة من الأب والأم والأخ والبيت والأمان.. عاهدت نفسي منذ بداية العدوان الإرهابي على شعب غزة الباسلة ألا أتوقف عن الكتابة عنها وأقول إن كانت إسرائيل قد قتلت غزة فنحن العرب من كتبنا شهادة الوفاة.. وإن كان مجرمو العدو ينعمون بعد انتهاء زمن حكومتهم بنشوة النصر بدباباتهم وفوسفورهم الأبيض الفتاك وجبروت أفراد قواتهم الآثمة وبإحساس البطولة الذي يكاد يتفجر في قلوبهم القاسية فإن لدينا مجرمي العرب مرفهين على سدة الحكم العربي والإسلامي رأوا في (المليارات الزائفة) التي رموا بها على قارعة غزة (وتلقفتها السلطة الوطنية بمهارة) هو ما كان عليهم أن يفعلوه وما يجب أن ينسوه الآن وسط إحياء ما تسمى بعملية السلام مع نتنياهو النتن الذي يقف بتعنت أمام إقامة (دويلة فلسطينية) يعيش فيها من بقي من هذا الشعب الذي يلقى أعتى وأشد صنوف الإبادة الإرهابية على أيدي العدو الغادر.. وليتنا بعد ذلك كله نتذكر غزة.. ليتنا بعد هيجان وثورة الشعوب العربية والإسلامية والأجنبية في كافة دول وبقع الكرة الأرضية أكملنا جميلنا وتأكدنا من إعمار غزة وسد رمق أطفالها ونسائها وشيوخها.. ليتنا بعد أن أنهينا دورنا العميل الخفي في الانتقام من هذا الشعب الأصيل مارسنا دورنا الرهيب والوحيد الذي نبرع فيه بجدارة أن نصرخ ونشجب بصوت يعلو فوق براكين الغضب الشعبي الجارف.. ليتكم قلتم لبيكم يا شعب غزة ولم تكملوا صرختكم بـ (وربنا يعينكم) وليعم السكوت مداخل قصوركم وغرفها السرية!!.. بل يا ريت كل واحد منكم التزم السكوت وأعطى بيده اليمنى ما تجهله يده اليسرى لنرى جميعاً كيف تتدفق دماء الحياة في شوارع وجدران ومزارع ودور غزة وكيف يقف الأب على رجليه ويكابر على آلامه ويمسك فأسه ويزرع زيتوناً أصيلاً فلسطيني الأرض والمنشأ.. وتلملم الأم أحزانها وتتشح بياضاً وتحتضن ما بقي من أولادها وتعلمهم إن القلة مجتمعة يمكن أن تفعل ما تعجز عنه الكثرة وهي متفرقة.. ليتكم تقولون لنا بأي شكل من الأشكال تتذكرون غزة الآن.. بأي صورة تنصرونها وبأي يد تكتبون لها شهادة الولادة باعتبارها خرجت من رحم ميت؟..حتى الإعلام العربي خائن لا قيمة له إن كانت مهمته هو السير وراء موجة الكبار في اهتمامهم واتباعهم إن صدوا عن ما كان مهماً!!.. من منكم بالله عليكم يتذكر غزة؟؟.. ليتنا نحن الشعوب العربية نستطيع أن نكتب لكم شهادة (إتمام عمل) في كل مصيبة تحدث لشعبنا في فلسطين..ودعوني أقول لكم لماذا كل هذا الآن.. لماذا هذا الهجوم المتجدد ولا أظنه سيتوقف؟!.. وخلال أيام ستصل حملة الإغاثة الأجنبية (الشعبية) إلى غزة عن طريق معبر رفح التي تدرس مصر حالياً فتحه على الدوام لنصرة الشعب الجائع هناك.. اليوم تصل النصرة ولكن بعيون زرقاء وشعر أشقر وبلسان لا يتحدث اللغة العربية لتؤكد بأن هناك في الجهة المقابلة من العالم لا يزال يتذكر ما جرى في غزة وإن مئات الآلاف من الشعوب الغربية لا تزال مشاهد الدمار وصور الموت الفظيعة صامدة في ذاكرتهم وعليه كانت هذه المساعدات المستمرة لذلك الشعب الفلسطيني المنكوب!.. ونحن نقف بكل غرور يتقدما إعلامنا غير المحترف ليطوي صفحة غزة وينشط في تتبع آخر اختراعات العرب في أزمة سوريا ومحادثات واشنطن وتل أبيب والمصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية وتحركات مصر الجديدة حول سياستها الداخلية والتي اطمأنت إليها السيدة هيلاري كلينتون واعتبرها الإعلام الرسمي تدخلاً صريحاً في شئون مصر وما قاله أوباما وماذا كان من نتنياهو وما الذي يحدث في وادي سوات وسيرلانكا وأندونيسيا وأنفلونزا الماعز بعد أنفلونزا الأبقار والطيور والخنازير وتذكر مأساة هاييتي!!.. اتقوا الله جميعاً فإنه سائلنا غداً كم مرة استنجد بكم شعب فلسطين وكم مرة سددتم إذناً وتجاهلتم بالإذن الأخرى؟!!..كم مرة صرخ الطفل الفلسطيني قتلوا أبي فاندهشتم معقول؟!! كيف حدث ذلك؟ ونسيتم.. قتلوا أمي فضربتم كفاً بكف وإنا لله وإنا إليه راجعون!.. قتلوا أختي وسلبوا أرضي وبت في الشارع غطائي سماء باردة وفراشي أرض قاحلة فلم يجد منكم سوى ابتسامة تافهة ولسان أجوف يقول (لا حول ولا قوة إلا بالله حسناً لنفعل شيئاً فليس من المعقول أن يحدث كل ذلك ولا نزال صامتين.... لنفعلها وليغفر الله لنا.. لنشجب ونستنكر ونرفض وكفى الله المؤمنين شر قتال اليهود)؟!!.. وقد تعمدت أن أكتب هذا المقال دون أن أقسمه في فقرات مجزأة فالحديث حين يقال يجب أن يقال مرة واحدة أما الأفعال فهي لعبتكم فهي تأتي في أسطر متفرقة وربما تظل نقاطاً وربما وربما تكتب بحبر سري لا يقرأه أحد ولذا فهي لا تتحول واقعاً ملموساً!!.. من المؤكد إن ذلك يفسر لماذا لم يبدأ العرب في إعمار وإشباع شعب ودور غزة!!.. أعترف كنت غبية وفهمت الآن ولكني نكدية أعرف نفسي جيداً!..ولذا..فاعترافي سر اختلافي!. فاصلة أخيرة: أنا عربية.. نعم أقولها وليت من يسمعني يعفو عني هذه الزلة!!