04 نوفمبر 2025
تسجيلأظلنا شهر عظيم القدر رفيع المنزلة، شهر الخيرات وموسم الرحمات الأكبر؛ رمضان المبارك، وهذا اليوم الخميس أول أيامه لهذا العام، وها نحن نستقبل التهاني والتبريكات مرئية ومسموعة ومقروءة، ونتبادلها مع الاقارب والاصحاب ونتنسم نفحات الشهرالأثير، وهذا تقليد سنوي جميل ومحمود، والأجمل منه والأكمل أن نحسن استقبال الشهر الفضيل، بالجد في طلب رضوان الله تعالى بصالح الاعمال والأقوال، مؤملين رحمة الغفور وتوفيقه لنا في موسم التنافس الإيماني العظيم، وتأنس نفوسنا المضطربة الحيرى، وترتوي ارواحنا بالقرب من الله والتماس عفوه ومغفرته، كما نحرص على استعادة دور ومكانة تاريخنا الهجري المجيد، واستلهام دروسه وأحداثه الحاسمة، والتصدي لما يتعرض له من حملات شرسة ترمي الى طمسه وتغييبه، وصرف ابناء المسلمين عن كنوزه ونفائسه الثمينة، ورمضان المبارك فرصة عظيمة لمن يريد تحقيق هذه المكانة العالية والمنزلة الرفيعة، بجمع امتنا وتوحيد جهودها واهدافها، وإبراز شخصيتها المتميزة الرائدة بين كافة شعوب وأمم الأرض. وإن إظهار شعائر الدين وإقامة فرائض الإسلام، أنجح عوامل القوة والمنعة والعزة، ومن المستنكر المتزامن مع حلول شهر الرحمة والمغفرة، أن ينحدر سيل المعاصي والآثام بأفراد ينتسبون لأمتنا!! متخذين من ليالي الشهر الكريم توقيتا سنويا، يكررون معه افعالهم المنكرة الخبيثة، بدواعي الترفيه والترويح عن النفوس، فهل شرع الله صيام وقيام هذا الشهر لنيل عفوه ورضوانه، أم جعله موسما لأصناف المحرمات والمعاصي والموبقات؟! تعالى الله عن ذلك سبحانه. ويا له من خسران مبين أن يأتي موسم البركات والخيرات، فيعرض عنه شبان وشابات ويفرطوا في استثماره، ويحيدوا عن شرف التنافس في ادراك فضائله، وجوائزه القيمة، ولماذا يصر بعض العاملين في أجهزة الإعلام والاتصال الجماهيري، على صرف عباد الله عن مقاصد الشهر الجليل واهدافه الفاضلة، وتزيين أساليب المشاركة فيما يسمى بالفوازير او الحصول على الجائزة الكبرى عبر مسابقات؛ تعتمد على صور من أنواع القمار المحرم، والعياذ بالله؟! ناهيكم عن المسلسلات والأفلام التي لم يعد فسادها وسوء تأثيرها خافياً.. والقوم يجاهرون الله بالمعاصي، والذنوب، في أشرف الأزمنة، وخير الشهور، في سهرات تمتد الى طلوع الفجر، وينامون بعدها الى غروب الشمس، فمتى يشعرون بروحانية الشهر، وقداسته وأجوائه الإيمانية الرائعة؟!، والأخطر أنهم يضيعون بذلك أجر الصيام، وقد يتعرضون لمنع المعافاة، ويستعجلون غضب العزيز الجبار، بسبب المجاهرة بالمنكرات، كما جاء في حديث نبوي شريف. أما بخصوص بعض الجهات والجاليات الوافدة، فإنني أهيب بأصحاب القرار في وزارتي الداخلية والأوقاف، بالتشديد على احترام الشهر الفضيل، ومراعاة مشاعر المسلمين، وتطبيق العقوبات الرادعة على من يتعمد المساس بهذه الثوابت أو يستهتر بها. نسأل الله ان يبارك لنا بشهره الكريم، وان يجعلنا وكل المسلمين ممن يصوم الشهر، ويدرك ليلة القدر، ويفوز بعظيم الأجر.