15 نوفمبر 2025

تسجيل

حُكَّامُنا الوطنيُّونَ: نَفخَرُ بِـهِم ونَحْـرِصُ عليهم

18 مايو 2015

مِـنَ الـمؤسفِ حقاً أنْ تُسْتَخْـدَمَ الكلمةُ كسلاحٍ لا يخدمُ قضيةً وطنيةً، كما هو الحالُ في الحملاتِ العاتيةِ التي تُشَـنُّ على حكامِـنا الوطنيين من قِـبَلِ بعضِ إداريي ولاعبي أنديتِـنا الذين يَسعونَ لتعليقِ إخفاقاتِهِـم السابقةِ وتراجُعِ الـمستوى الفنيِّ لفِـرَقِـهِم على مَشْجَبِ الأخطاءِ التحكيميةِ، لِـحَـدِّ الـمُطالبةِ بالاستعانةِ بحكامٍ من الخارجِ، دون ضابطٍ من شعورٍ بالـمسؤوليةِ الوطنيةِ التي تدفعُنا للمطالبةِ بأنْ تكونَ جميعُ مبارياتِنا مناسباتٍ وطنيةً في كلِّ تفاصيلِـهِا، وأنْ يكونَ طاقمَ التحكيمِ فيها وطنياً خالصاً. يتحدثُ البعضُ عن الحكمِ الوطنيِّ وكأنَّـهُ يناقشُ صلاحيةَ آلةٍ فيها أخطاءٌ فنيةٌ في تركيبِها وتجميعِها، فيُطالبُ بعدمِ استخدامِها، وليسَ عن بشرٍ نعتزُّ بهم وبكفاءَتِـهِـم التي جعلَتَـهُم الأفضلَ خليجياً، وضِـمْـنَ النُّخبةِ آسيوياً. ثمَّ تتصاعدُ نبرةُ الحديثِ لتُشَكِّـكَ حتى في قراراتِهِم الخاضعةِ لتقديراتِـهِم، والتي تُتَّـخَذُ في ثوانٍ معدوداتٍ، فيُساءُ إليهم كأشخاصٍ وكشخصياتٍ عامَّةٍ تؤدي دوراً بالغَ الأهميةِ في مسيرتِنا الكرويةِ التي مَهما شابَتْـها مواضعُ خللٍ هنا وهناك إلا أنَّها تظلُّ عنواناً للتَّقَـدُّمِ في التخطيطِ والتنفيذِ والـمستوى الفنيِّ. لابدَّ من التأكيدِ على حقِّ الجميعِ في الانتقادِ، إلا أنَّنا نتمنى لو كان ذلك في إطارِ الحِـرْصِ على الـمعاييرِ التي تدعمُ الجهودَ العظيمةّ التي بَذَلَتْـها، وتُبْـذَلُها لجنةُ الحكامِ لتوسيعِ القاعدةِ التحكيميةِ الوطنيةِ، ورَفْـدِها بحُكامٍ يستطيعونَ تمثيلَ بلادِنا من خلالِ مشاركتِـهِم في تحكيمِ البطولاتِ القاريَّـةِ والدَّوليةِ. وقد نَتَفَـهَّمُ الحالةَ النفسيةَ للاعبٍ يُصَـرِّحُ ضدَّ الحَكَمِ بعد نهايةِ الـمباراةِ، لكننا نستهجنُ نَفْـسَ التصريحِ عندما يصدرُ عن إداريٍّ ينبغي عليه، كجزءٍ من مَهامِـهِ، ألا تَتَحَكَّمَ فيه انفعالاتُـهُ فتُخْـرِجُهُ عن جادَّةِ الصوابِ. فالإداريونَ مسؤولونَ عن ترسيخِ الروحِ الرياضيةِ من خلالِ هدوئهِم في ردَّاتِ أفعالِهِم، وحِـرْصِـهِم على اللجوءِ للقنواتِ الرسميةِ في شكاواهم، لأنَّهُم بذلك يزرعون احترامَ القانونِ في نفوسِ الناشئةِ والشبابِ على مستوى الوطنِ، ومنهم، بخاصةٍ، اللاعبونَ في الفئاتِ السُّنِّـيَّـةِ في أنديتِـهِم. أما أنْ يظهروا كمُحاربينَ يستخدمونَ سلاحَ الكلمةِ دون تقديرٍ لـمخاطرِهِ فهذا أمرٌ يدفعُنا للحديثِ عن الاحترافِ الإداريِّ الواجبِ تطبيقُهُ في أنديتِـنا، وهو مجالٌ لحديثٍ آخرَ لابدَّ من مناقشتِـهِ لاحقاً. ما الذي نُريدُهُ؟. هذا سؤالٌ ضخمٌ يتصلُ بمشاعرِنا الوطنيةِ التي تحتضنُ شبابَنا الكُفْءَ في كلِّ مجالاتِ العملِ والإبداعِ، وحكامُنا الوطنيونَ جزءٌ أصيلٌ منهم، ونطالبُ بدَعْـمِـهِم نفسياً مِـنْ قِـبَلِ وسائلِ الإعلامِ عبرَ الانتقادِ الهادفِ للتنبيهِ إلى الأخطاءِ، والثَّناءِ في مَواطِـنِ الإجادةِ، كما هو الحالُ في برنامجِ الحَكَمِ الذي يلعبُ دوراً هاماً في هذا الصَّدَدِ. وكم تَمَنَّيْـنا لو خرجَ إداريٌّ في لجنةِ الحُكامِ ليؤكِّـدَ أنَّها ملتزمةٌ بنَهْجِـها في الاستنادِ على الحُكامِ الوطنيينَ، وتقفُ معهم في مواجهةِ التصريحاتِ الـمسيئةِ لهم، لأنَّ ذلك، لو حدثَ، فإنَّـهُ سيُبَـيِّنُ أنَّ الإساءاتِ ليستْ أكثرَ من زوبعةٍ في فنجانٍ لن تؤثِّرَ على الصورةِ الرائعةِ لحُكامِنا والـمُؤَطَّرَةِ بكفاءَتِـهِم وأَهْـلِـيَّـتِـهِم وإمكاناتِهم الفريدةِ وقِـلَّـةِ نسبةِ الأخطاءِ في قراراتِهِم في الـمبارياتِ. و مِنْ هذا الـمنطلَقِ نُطالبُها بطاقمِ تحكيمٍ وطنيٍّ في الـمباراةِ النهائيةِ يُبْـرِزُ الـمستوى الفنيَّ الرفيعَ لهم، ويُثلجُ صدورُنا. كلمةٌ أخيرةٌ:حكامُنا الوطنيون جزءٌ من منظومةِ قِـيَمِـنا الوطنيةِ الرياضيةِ التي ينبغي الحديثَ عنها باعتزازٍ عظيمٍ.