10 نوفمبر 2025
تسجيليحظى المواطنون في قطر ولله الحمد باهتمام وحرص حكومتها على توفير الرخاء والرفاهية لهم ليقينها بأن هذه الثروة التي حباها الله لهذه البلاد للشعب نصيبه الأوفر منها دون خسران ولا منة. ومنذ أن تولى صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم في البلاد وبشائر الخير تتوالى على أهل قطر من قائد عهد على نفسه أن يرسم السعادة على كل فرد من أفراد شعبه، حتى أصبح اقتصاد قطر ولله الحمد من أقوى اقتصاديات العالم ويكون دخل المواطن القطري هو الأعلى في العالم بفضل السياسة الحكيمة لقيادتنا الرشيدة. ورغم ما نشهده من تزايد لدخل الفرد القطري وآخره ما تردد في الآونة الأخيرة حول عزم الحكومة نحو وضع تعديلات جوهرية على قانون الموارد البشرية من شأنها أن تقف في وجه الغلاء الفاحش الذي نعيشه في الوقت الراهن، ورغم هذا وذاك إلا أنه لا يزال يعيش بين ظهرانينا فئات عانت كثيراً من تدني دخلها وعدم حصولها على أي زيادات تُذكر منذ سنوات طويلة وكل هذا سببه العقلية اللامسئولة التي تدير دفة إدارة الضمان الاجتماعي التي يقع تحت مظلتها العديد من الفئات التي تستحق أن يُنظر إليها ويُضاعف لهم ما يتقاضونه من مساعدة يخجل أي واحد مناّ أن يذكرها! فبالأمس فاجأتنا السيدة نجاة العبدالله مدير إدارة الضمان الاجتماعي بتصريحاتها المستفزة بان راتب الضمان الاجتماعي كافٍ لأن المنتفع يتلقى الخدمات مجانية من الدولة، وكأنها تستكثر عليهم حتى هذه الخدمات المجانية!! رغم أن الخدمات المجانية كالكهرباء والصحة والتعليم على سبيل المثال حتى الوزير يستفيد منها!! بل وصل بها الأمر أن تتحدث عن التموين المدعوم من قبل الدولة وكأن كل عائلة تتلقى هذا الراتب الضئيل قادرة على أن تدفع كل شهر ما يقارب الخمسمائة ريال قيمة هذا التموين المدعوم!! أما المسكن المجاني فهو حق لهم وفرته الدولة لهم إيماناً منها بما يشكله المسكن من أهمية لاستقرارهم رغم أن هناك الكثير من العائلات التي تضيق بهم هذه المساكن لقلة غرفها ولم تكلف إدارة الضمان الاجتماعي نفسها منذ سنوات طويلة من إيجاد مخرج لهذه المشكلة، لتأتينا هذه المسئولة ولسان حالها كأنه يقول " احمدوا ربكم على هذه الخدمات المجانية "!! ولو دققنا في مجمل ما ذكرته في هذا اللقاء الصحفي لوجدناه فارغ المضمون وكله يتركز في التبرير الواهي وغير المسئول، فعندما تذكر بالأرقام ما قدمه صندوق الزكاة من دعم للمنتفعين من مساعدات الضمان الاجتماعي فهذا يعد صفعة لهذه الإدارة التي كان من المفترض أن تطالب الحكومة كونها المؤسسة ذات العلاقة بهذه الفئات بأن يتم عمل زيادة لكل المنتفعين مواكبة لما يحدث من زيادات لجميع موظفي الدولة وهم يستحقونها منذ زمن بعيد وليس الآن وليسوا بحاجة لأن يتلقوا مساعدات من قبل صندوق الزكاة وكأنهم ضعفاء يعيشون في إحدى الدول الفقيرة!! ليتَ هؤلاء المسئولين يعون ما تعانيه هذه الفئات من قلة ذات اليد وحرمانهم من الرفاهية التي يعيشها غيرهم من الفئات التي تعيش على هذه الأرض الخيرة، ليتهم يعيشون فقط شهراً واحداً وبــ 2250 ريالا عندها سيحسون بما يعانيه كل فرد يتقاضى مساعدة من الضمان الاجتماعي، حينها سيتيقنون بأن الخدمات المجانية وحدها لا تكفي كما تقول لسد حاجياتهم!! فاصلة أخيرة أجزم بأن كل مواطن يعيش على هذه الأرض الطيبة متفاعل مع هذه القضية ويتمنى أن يُزف لكل فئات الضمان الاجتماعي الخبر السعيد بزيادة تُفرح قلوبهم وتُثلج صدورهم، ونحن جميعاً متفائلون بأن الأيام القليلة القادمة ستكون إن شاء الله حُبلى بالأخبار السارة لهذه الفئات دون منة وحسد مسئولي الضمان الاجتماعي.