12 نوفمبر 2025

تسجيل

نعم لهذا يتزوج الخليجيون المغربيات.. ولكن!

18 أبريل 2011

قرأت كما قرأ الكثير منكم مقالاً يُقال إنه لمفكر كويتي لم أعرف اسمه بعنوان (لماذا يتزوج الخليجيون المغربيات؟) والذي أرجع رأيه فيه إلى تجربته الخاصة من خلال زواجه من مغربية، حيث قال مختتماً مقاله بـ: (أن المغربية تميّزت بأمرين أولهما: عشقها المطلق لأنوثتها، فهي تمارس أنوثتها من لبس ورقصٍ وطبخ وتنظيف وعناية بالرجل بكل حب وشغف، كما أنك تجد فيها طاقة كبيرة في إدارة شئون الرجل المنزلية ولن تجد فيها أي توانٍ أو كسل، بعكس الخليجية التي تعودت على الخدم، فتبلغ الخامسة والعشرين وتتزوج ولم يسبق لها أن جربت غسل الأطباق أو طبخ أكلةٍ شعبيةٍ أو كنس المنزل، فطوال فترة زواجي بالمغربية، كانت تحرص على الحمام المغربي مرتين أسبوعياً، وكان المنزل دائماً مشرقاً نظيفاً، وأصناف الطواجن والكسكسي والطنجيات وأصناف الزيتون تشبع عصافير بطني وتسعدها على الدوام، ثانيهما: تقديسها وخضوعها للرجل، فهي ترى أن نجاحها مرهون برسم ابتسامة رضا زوجها، وهي مستعدة لتحمل أي عبء اضافي مقابل راحته، وتبحث دائماً عن أسرار سعادة الرجل الحسية، وأعتقد بأن كلا من الثقافة الفرنسية و(البربرية) التي تسمى اليوم الأمازيغية لهما كبير الأثر في تكوين مثل هذا الطبع لدى المغربيات. ودائماً ما كنت أتلذذ بلمسات زوجتي المغربية الحانية التي تصيب في مشاعري وقلبي أثراً، وهو ما افتقدته عند زوجتي الكويتية، فسألت المغربية يوماً عن سر لمساتها وملاطفاتها، وكيف يمكن لها أن تؤثر عليّ بهذا الشكل، فاجابت بكل ذكاء: جسد الرجل كالفانوس السحري، كلما مسحت عليه برفق ولين أخرجت المارد الذي فيه، فيا بنات الخليج لا تلمنني قبل أن تلمن أنفسكن).. كل هذا الكلام جميل ودليل على ذكاء المرأة المغربية الذي تستطيع به (أكل) عقل أي رجل شرقي ولكن تعالوا لنعرف لماذا وكيف هي كذلك، ولماذا المرأة الخليجية تظهر بهذه الصورة السلبية التي يرسمها لها، وهل كل الخليجيات كزوجتيه أصلاً، وهل هو خارج هذا الإطار أم لا؟ البيئة التي شكلت المغربية مختلفة تماماً عن بيئة المرأة الخليجية الآتية من الصحراء والمجتمع الجاف، ثقافتها وتكوينها النفسي مستمد من طبيعة الحياة التي شكل الرجل الخليجي جزءا كبيرا منها ومن اقصائها عن نفسها لتكون نموذجاً يشبه واقعها، ولو كانت في أعماقها وفطرتها تضج عاطفة، فهي لا تعرف قيمة أنوثتها ولا تجد من يقيم هذه الأنوثة في مجتمعها كما تحب أو تتمنى، ولا يوجد هناك من يدربها أو يعلمها أن تحب نفسها وتعطيها حقها وتعطي في المقابل زوجها نتاج تكوينها الجميل الذي يريده، ولو حاولت أن تكون كما يحب ويرغب لا تهمها قبل الجميع بأنها (منفتحة، مخيفة، جريئة) وشك في تصرفاتها الطبيعية، لأن ما ستفعله سيفسر على أنه جرأة. وأسأله: هل تعرف كم هناك من النساء الخليجيات اللائي يرغبن في الحياة ويحاولن ايجاد فرص للسعادة والرومانسية في بيوتهن الاسمنتية القاسية! هل تعرف كم منهن تفني حياتها في مطبخها وبيتها ولزوجها وأطفالها طبعاً لا تعرف لأنك حكمت من خلال تجربتك وحدك ومن خلال اراء من حولك من الرجال ومن جانب ضيق وخاص لا عام، لم ترهف سمعك لآهات التعيسات من النساء المدفونة أنوثتهن في كذبة ارتباط برجل أقصد (ذكر). لكن هل في المقابل أنت أيها الرجل الخليجي الهارب إلى أحضان النساء الأخريات من العالم في معزل عن هذه الثقافة، هل أنت الكامل الطبيعي المثالي الجميل، هل تعرف معنى أن تكون رجلاً حقيقياً تعطي أنثاك حقها، هل تتزين لها، هل تعطيها وقتك، هل تداعبها دون حاجة تحركك، ألست أنت من يترك بيته ليقضى أغلب وقته بين عمله ومجلسه وسفره وكمبيوتره، ألست أنت من لا يعرف عن بيته شيئاً سوى كم يصرف عليه، ألست أنت من يجهل تكوين زوجته ونفسيتها المتذبذبة، ويتجاهل حاجتها لضمة حنان ومسحة رقيقة مصحوبة بكلمات لطيفة، هل تجيد الكلام المعسول، والأسلوب المثالي، هل تعطي قلب وجسد زوجتك حقهما، هذه الأسئلة بسيطة ولكنها دون اجابة لأن الرجل الخليجي الشارد الممتدح الأخريات ليس إلا نموذجاً لهذا المجتمع الذي جعل منه جافاً أيضاً، جاهلاً بأساسيات المعاملة الخاصة بين المرأة والرجل، ولكن مع فارق بسيط أنه يستطيع أن يختار ويغير واقعه متى يشاء ويرتبط بأي لون يدغدغ فراغه، عكس المرأة التي عليها أن تقبل بحظها. لماذا تلوم الخليجية وحدها على هذا الشرخ الكبير أنت أيضاً من يجب أن يلام ويجلس مع نفسه في جلسة مواجهة ليحاسب نفسه، وإذا فكرت بهذه الطريقة عليك أن تخلق جيلاً جديداً من خلال أسرتك وبناتك، علمهن أن يحببن أنفسهن ويكن كما تريد وترغب، ربما عندها تستطيع أن تثبت انك غيرت التاريخ. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. مشكلتنا أننا لا ننظر أبعد من اقدامنا..