11 نوفمبر 2025
تسجيليفرح القلب عندما يرى إنجازاً كبيراً في مجال الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين في هذا الوطن الغالي، التي تسعى القيادة الحكيمة لأن تقدمها على أكمل وجه، فما بال الحال إذا كانت تلك الخدمة في مجال الرعاية الصحية التي هي الأغلى لدى الإنسان، فلا شيء يعادل صحته، وعافيته، ولا يمكن أن تنفعه الأموال ولا الأولاد إذا ما ذهبت تلك العافية وقلت الصحة! والخدمات الصحية هي الأكثر تعرضاً للنقد والتذمر من قبل الناس، حيث إنهم في حالتهم المرضية يريدون أن تتوافر لهم الرعاية التي تقلل من آلامهم وتنقص من معاناتهم. والدولة لم تقصر في هذه الناحية وتبذل الكثير من أجل ألا تكون تلك الخدمات ناقصة، فها هي المستشفيات التي تتزود بأحدث المعدات وأفضلها، والكوادر التي تتسم بالكفاءة والخبرة، رغم ما قد يقال عنها، خاصة فيما يتعلق بالتشخيص، مما قد يضطر معها الإنسان إلى التوجه للمستشفيات الخاصة أو العلاج في الخارج إذا ما توافرت الإمكانية المادية، ناهيك عما تقدمه المراكز الصحية التي تطبق نظام (طبيب الأسرة) حيث إن أهالي المنطقة التي يوجد بها المركز يظلون متواصلين ومترابطين مع الطبيب، الذي يعرف حالاتهم ويظل متابعاً لها، بالإضافة إلى خدمة الإسعاف والطوارئ. واليوم، ينتظر الجميع مدينة حمد الطبية التي تستكمل فيها كل الخدمات الصحية والتخصصية، ويكون هناك مستشفى للأطفال وآخر لأمراض الكلى وغيرهما، ولقد سعد الجميع بافتتاح مستشفى القلب التخصصي الذي يجمع ما بين فخامة المكان وقمة الأداء من حيث الأطباء الذين لمسنا فيهم الخبرة والإدراك للعمل الذي يقومون به، ومحاولة الاستفسار من المريض عن كل ما يعاني منه بحيث يستطيع المريض إعطاء كل المعلومات المطلوبة مما يساعد ذلك الطبيب على حسن التشخيص وإعطاء العلاج اللازم، ناهيك عن الخدمات المتطورة التي تقدم من خلال الصيدلية، من حيث دقة التأكد من الأطباء خوفاً من أي خطأ قد ينشء ويسبب الخطر للمريض، وما أكثر ما كانت تحدث مثل تلك الأخطاء من قبل، وذهب ضحيتها البعض من خطأ تعاطي أدوية غير موصوفة من قبل الطبيب. وأكثر ما شدنا هو خدمات التمريض وغرف المرضى، التي تتسم بكل ما يحتاجه من أدوات وإمكانيات حديثة، تعمل على توفير الراحة لهم، بالإضافة إلى توافر غرف العمليات التي للأسف لم تتح لي الفرصة للإطلاع عليها، ولا شك أنها على أعلى المستويات في جراحة القلب التي تشهد لها العمليات التي أجريت فيها، ومنها عمليات القلب المفتوح على أيدي أمهر الأطباء، خاصة من أبنائنا المواطنين الذين يقودون هذا الصرح الكبير ويقومون بأكفأ الأعمال وهم على مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وهذا هو المعهود منهم، بارك الله في كل تلك الجهود، وزاد الله تعالى هذا الوطن الخير وأبقى ولاته ذخراً وسنداً.