05 نوفمبر 2025

تسجيل

التغيير يبدأ بالملاحظة

18 فبراير 2016

كل منا ينشد التغيير في مجال أو أكثر من مجالات حياته ونسعى جميعا للوصول دائما إلى حالة من المزاج المعتدل . وقد سبق أن تحدثنا عن أن كلا من التفكير والسلوك والمشاعر والأحاسيس على المستوى النفسي والجسدي مترابطة؛ فتفكيرك يؤثر على شعورك وشعورك يدفعك إلى سلوك معين والسلوك يتولد عنه شعور وربما أفكار معينة وهكذا . وبعض الناس قد يصل به المزاج المُعتل لدرجة أنه لا يستطيع أن يغادر فراشه في الصباح إلا بصعوبة بالغة وقد يفقد الاهتمام بممارسة كثير من أعماله وهواياته، وربما شعر أن أغلب الأعمال التي يقوم بها لا يشعر فيها بأي متعة أو ربما شعر أنه لا ينجز شيئاً ذا قيمة . وربما بدأ يلوم نفسه على أنه مقصر في حقها وحق الكثيرين حوله ودائما ما يردد على مسامعه " إني كسول وعديم الفائدة " لقد مر مثل هذا الشخص بدائرة مفرغة تبدأ بإلغائه للأعمال البسيطة التي يشعر فيها ببعض المتعة – ( مثل محادثة صديق عزيز - أو ممارسة هواية يحبها - ..... ) فيشعر وكأن الحياة أصبحت فارغة، وأنه بحاجة لجهد كبير لكي يقوم بأبسط الأعمال، وهذا الشعور يقوده لانخفاض المزاج فيشتكي من التعب من أقل مجهود وبقلة الدافعية لإنجاز أي عمل مع الشعور بالتعاسة ومثل تلك المشاعر تقوده إلى الانسحاب من أكثر علاقاته الاجتماعية، فلا يعود يفتح بابه لأحد أو حتى يجيب على هاتفه، ويتوقف عن ممارسة الرياضة التي كان يحبها، كل ذلك يقلل شعوره بمتع الحياة ويشعر بقلة وضعف إنجازه وتظل الدائرة الخبيثة دائرة بهذا الشكل، إذن ما الحل؟ من الضروري أن تعرف أن كل شيء تفعله في حياتك يؤثر عليك سواء كان بالسلب أو بالإيجاب، وبهذا يمكنك من الآن أن تبدأ في التعرف على تلك النشاطات التي تجعلك تشعر بمشاعر طيبة ثم تزيد من أدائها . والآن فكر في وقت قريب عندما لم تقم بفعل أمر ما كنت تود أن تقوم به، أو أنك دائما ما تريد أن تؤديه – ( على سبيل المثال زيارة صديق عزيز، أو قراءة حصتك اليومية من القرآن الكريم، أو الذهاب إلى النادي الرياضي ، .... ) ، ثم اسأل نفسك الأسئلة التالية:- كيف أثر عدم قيامك بهذا الأمر على نفسك وجسدك ؟ ماذا دار في عقلك عندما علمت أنك لن تقوم بمثل تلك الأمور ؟ إن كتابتك الإجابة على تلك الأسئلة ستخبرك أن هناك خطاً معينا في سلوكك وأن استجاباتك السلبية لعدم قيامك بما تحب أو تريد يغذي كل فعل من أفعالك، بتعبير آخر أنك في كل مرة لا تؤدي عملا تحبه أو ترغب في أدائه يجعلك تشعر بمشاعر سلبية تجاه نفسك وتكرار ذلك الأمر مرات ومرات يؤثر على مزاجك بطريقة سلبية. والخبر الجيد أن هذا النمط السلبي من السلوك يمكنك تغييره. إننا نعدك بأنك لو غيرت مما تفعل فإن ذلك سيقودك إلى الشعور بمشاعر أفضل ولكن كيف ذلك ؟ تابع معنا المقال القادم من نهار جديد – نهار سعيد وستتعرف بمشيئة الله تعالى على أساليب تعينك للحياة بشكل أفضل .